الأحد، 21 مارس 2010

الشيخ موسى الشيخ المكاشفى

الشيخ موسى الشيخ المكاشفي و هو الشقيق الأصغر للشيخ الجيلي ، ولد بالشكينيبة عام 1928 م ، درس القرآن على يد أبيه المربي الشيخ عبد الباقي المكاشفي كما درس علم الفقه والحديث على بعض المشايخ في مسيد أبيه. كان يجيد اللغة الإنجليزية إجادة تامة كما كانت له علاقات واسعة مع الملوك و القادة أبرزها مع الملك فاروق.جمع رضي الله عنه الكثير من الخصال و الفضائل السمحة و كان رحب الصدر ، طيب المعشر ، اشتهر بالجود و الكرم إنتقل إلى الرفيق الأعلى فجر الأربعاء 15/3/1978م ، ألا رحمه الله رحمة واسعة

الشيخ محمد الشيخ المكاشفى

ولد في رمضان عام 1916م بالشكينيبة و تلقى العلوم على يد أبيه و على يد كبار الفقهاء وتفقه في الدين, وأبحر في العلم ذلك فقد كان مولعا به وقد متقد الذكاء حفظ المعلقات والموشحات. دخل المجال السياسي بإذن من والده وكان عضو في أول برلمان سوداني وتقلد منصب وكيل وزارة الثروة الحيوانية. لم تجاوز عمره 45 عام عندما ظهرت عليه بوادر المرض وعى إثرها توفي عام 1961 م ألا رحمه الله رحمة واسعة

الشيخ التقى الشيخ المكاشفى بحر ابيض


ولد الشيخ التقي المكاشفي بقرية البراقنة سنة 1947م وهو أصغر أبناء الشيخ عبد الباقي المكاشفي ، نشأ وترعرع في قرية الشكينيبة تحت جناح والده الشيخ المربي عبد الباقي المكاشفي وقد كان عمره 13 سنة عندما انتقل والده إلى الرفيق الأعلى . درس القرآن والعلوم على يد والده الشيخ المربي عبد الباقي المكاشفي و على يد الشيخ آدم موسى وغيره من العلماء عرف رضي الله عنه بالتقوى والورع والزهد ومقابلة الناس بالصدر الرحب وأطلق عليه اسم "بحر أبيض" لكرمه الواسع وخصاله السمحة وهو بحمد الله شيخا عارفا بسبل الوصال و مرشدا دالا على الصراط المستقيم . أطال الله عمره ونفع الله بعلمه عامة الناس وخاصتهم.

الخليفه الشيخ الفاتح الشيخ المكاشفى الرضى

ولد الشيخ المربي الشيخ الفاتح الشيخ المكاشفي بقرية البراقنة سنة 1935، إبان إقامة والده فيها . ثم إنتقل إلى الشكينيبة حيث نشأ وترعرع فيها مع إخوانه. درس القرآن والعلوم على يد والده عبد الباقي المكاشفي وعلى يد كثير من العلماء واشتهر منذ صغره بالصدق وطيب المعشر و الكرم وحسن الخلق. والشيخ الفاتح هو الخليفة الحالي للطريقة القادرية المكاشفية تولى أمر الخلافة بعد وفاة أخيه الأكبر الشيخ مهدي سنة 2002م وهو القائم الآن بشؤون الطريقة المكاشفية وبإرشاد المريدين وحثهم على سلوك سبيل الرشاد متبعاً في ذلك نهج والده الشيخ المربي عبد الباقي المكاشفي فأبقاه الله ذخراً للإسلام و المسلمين

الخليفه الشيخ مهدى الشيخ المكاشفى


ولد الشيخ مهدي الشيخ المكاشفي عام 1933 و عرف رضي الله عنه بحب المساكين والتواضع الجم مع عظيم مكانته ودرايته بأمور القيادة لا سيما أنه في حكومة السودان يعد من البرلمانيين القدامى.تولى خلافة السجادة المكاشفية بعد وفاة الشيخ الجيلى الشيخ المكاشفي في عام 1999م "، قام بالإرشاد و السير علي نهج أبيه ومنذ توليه أمر الخلافة قام بكثير من الأعمال الجليلة فأوفد بعضا من أهل العلم لإنشاء المساجد و الخلاوي والزوايا في الكثير من بقاع السودان نشرا لتعاليم الدين الحنيف و تثبيتا لدعائم الطريقة و على نطاق منطقة الشكينيبة كان يعمل ومعه إخوانه الشيخ الفاتح " الرضي" والشيخ التقي " بحر ابيض" مع معاونيهم من أبناء الطريقة علي ربط المنطقة بالطريق المعبد كما شرع الخليفة الشيخ المهدي في إعادة تخطيط المنطقة وإعداد المنازل الكبيرة لاستقبال الوافدين إذ أن الشكينيبة تعد من أشهر المنارات الصوفية في السودان. انتقل إلي رحمة مولاه عام 2002 م بالمدينة المنورة حيث دفن بالبقيع، ألا رحم الله الشيخ المهدي الشيخ المكاشفي و جزاه الله كل خير و نفع به وبأبنائه.
خلفه ابنه الشيخ عمر

الخليفه الشيخ الجيلى الشيخ المكاشفى ابوالنمير


ولد بقرية الشكيبنيبة في عام 1922م حفظ القرآن في خلاوي والده واخذ عهد الطريقة المكاشفية علي يد والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي ، نشأ محبا للقوم و خادما للطريقة أوقد نار القرآن و النفقة منذ عام 1950م بحياة والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي . تولى خلافة السجادة المكاشفية بعد وفاة أخيه الخليفة شيخ الطيب عام 1995م .و الكل يعرف الخليفة الشيخ الجيلي المكاشفي" رضوان الله عليه " سيد عصره و زمانه أبو حفيظة، عرف بالصلاح و الإرشاد والجود والكرم.شيد رضي الله عنه زاوية بالخرطوم أمدرمان الثورة الحارة 13 تفرعت منها الكثير من الزوايا والمساجد كما تأسست في عهده الزوايا في الكثير من الدول العربية مثل السعودية و قطر واليمن وغيرها والعجمية مثل ، أمريكا و هولندا و ألمانيا و في عهده كثر إتباع الطريقة المكاشفية.وافته المنية و رحلت روحه طاهرة إلى بارئها عام 1999م والطريقة في أوج منزلتها تاركا وراءه ذكرى عميقة الأثر و قبر بمسيد والده محل نار القرآن و له ضريح ملئ بالأسرار ، الا رحم الله الخليفة الشيخ الجيلي المكاشفي واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ونفعنا به و بأبنائه الأبرار السائرين على دربه ودرب أبيه فقد كانا رحمة للعباد.بعد رحيله تولى عموم أمر خلافته ابنه الشيخ عبد الباقي( النمير) الذي شرب من أبيه و جده رضي الله عنهما والذي جلس لأمر الطريق وأمر الإرشاد منذ حياة والده الشيخ الجيلي الشيخ المكاشفي رضي الله عنهما ووقف إلى جانبه أخيه الشيخ الفاتح الذي خلفه والده الشيخ الجيلي ليقوم بأمور الخلافة والمريدين بالخرطوم

الخليفه الشيخ الطيب الشيخ المكاشفى المشنق

ولد الشيخ الطيب الشيخ عبد الباقي المكاشفى بمنطقة الشكينيبة سنة 1917م ، حفظ القرآن الكريم و درس العلوم في مسيد والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي و على يد أخيه الخليفة الشيخ عبد الله " ود العجوز" ، نشأ بين يدي والده رضي الله عنه نشأة دينية صوفية أصلها التقوى والورع والزهد و ديدنها التواضع والانكسار.
تولى خلافة السجادة المكاشفية بعد وفاة أخيه الخليفة الشيخ عبد الله " ود العجوز " في عام 1979م وامتدت فترة خلافته إلى ستة عشر عاماً و كان " رضوان الله عليه " كريما كرم من لا يخشى الفقر، زاهدا في حطام الدنيا ، فارسا لا يخشى في الله لومة لائم ، وله في ذلك أخبار .
توفي في عام 1995م و قبر جسده الطاهر بمسيد والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي وله ضريح معروف ، خلفه ابنه الأكبر الشيخ مهدى وقام مقامه في الإرشاد ، الا رحم الله الشيخ الطيب الشيخ المكاشفي و جزاه الله كل خير و نفع به وبأبنائه

الخليفه الشيخ عبدالله الشيخ المكاشفى ود العجوز


الشيخ عبد الله المكاشفي الشهير بود العجوز حفظ القرآن على يد الشيخ عمر ود الهدي و درس العلوم الشرعية و أخذ عهد الطريقة المكاشفية على يد والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي " رضي الله عنه" و هو من أشهر علماء زمانه.
تولى خلافة السجادة المكاشفية بعد وفاة أخيه الخليفة عمر ف سنة 1967 ، أهتم في عهده بتحفيظ القرآن وتدريس العلوم و كان رضوان الله عليه شيخاً كريماً ، و ورعا تقيا، عرف بمحاباته للحق والوقوف إلى جانبه ، وله كرامات كثيرة وقصص شهيرة في هذا الجانب.
توفي في عام 1979م وقبر جسده الطاهر بمسيد والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي وله قبة شامخة رحمه الله وجزاء الله عنا خير الجزاء
خلفه ابنه الشيخ عمر اطال الله عمرة

الخليفه الشيخ عمر الشيخ المكاشفى

ولد الشيخ عمر رضي الله عنه بقرية المكاشفي " الصنقور" في العام 1898م في بيت علم وصلاح ، و نشأ ملازما لأبيه و خادما له ، حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم و أخذ عهد الطريق المكاشفي على يد والده الشيخ المكاشفي وهو من أبرز و أوائل تلاميذه.
تولي خلافة السجادة المكاشفية وأمر والإرشاد بعد وفاة والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي في يوم 3/6/1960م وأهتم في عهده بطلاب العلم و بإشعال نار( التقابه ) ، و كان رضي الله عليه كريما ذو علم و حكمة ، شمل الناس بفضله و بوده و طيب معشره ، و كان بارا بالناس و بتلاميذ والده " الأبكار" خاصة.
امتدت خلافته سبع سنين ، و أنتقل إلى جوار ربه في يوم 3/8/1967م ، قبر جسده الطاهر في الشكينيبة داخل " قبة " والده الشيخ عبد الباقي المكاشفي رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء.
تولى أبنه الأكبر الشيخ النيل أمر خلافته وقام مقامه في الإرشاد من بعده ، ألا رحم الله الشيخ عمر الشيخ المكاشفي و جزاءه الله كل خير و نفع به وبأبنائه.

السبت، 20 مارس 2010

مسميات ومعانى

الطريقة : هو مصطلح تعارف عليه أهل التصوف ، وطريقة الرجل منهجه في الحياة ، سواء كان محموداً أو مذموماً . قال صلى الله عليه وسلم :(من سن سنة حسنة فعمل بها له أجر ها وأجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً ، ومن سن سنة سيئة فعمل بها له وزرها و وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئاً) القوم : مصطلح يعني أهل التصوف في مجموعهم ، وقد أطلقوه على أنفسهم استلهاماً من أقواله صلى الله عليه وسلم : هم القوم لا يشقى جليسهم ....، وقد وردت كلمة القوم في معظم نصوص الأدب الصوفي السوداني . شيخ الطريقة : شيخ الطريقة هو القيادة التي تقوم بمهام الإرشاد والدعوة إلى الله ورسوله . المريد : هو التلميذ الذي يأخذ السلوك من أستاذ الطريقة الصوفية ، وهي كلمة اشتقاها القوم من قول الله تعالى (وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا) المقدم : وهي درجة ووظيفة تنظيمية مرتبطة إلى حد كبير بالنمو الروحي عند المريد . ويهدف منها تدريب المريد على أساليب التربية السوية وذلك عن طريق مساعدة الشيخ في تربية التلاميذ ، وغير ذلك مما يسند إليه من أمور . السالك : هو المريد الذي تدرج فنال قدرا من المعرفة وكان ذو اجتهاد في مساره الروحي بالمداومة على الأوراد والأذكار . وهو صاحب حال يرتقي من مقام إلى مقام فهو في زيادة . الدرويش : قيل المتعبد الزاهد ، وهي كلمة تشير إلى غير ما قد يكون في ظاهر الأمر من خروج عن مألوف المجتمع ، وإن من الحكم الجلية ما قاله الشيخ محمد ود بدر في الدراويش : (بالدال دين ، وبالراء رؤوف ، وبالواو ورع ، وبالياء يخاف ، وبالشين ، شاكر لله على جميع الأمور) .ولأنها مسألة يمكن أدعاؤها ظاهرياً فقد حذر الشيخ ود بدر تلاميذه باسلوبه المميز واصفاً الدرويش المدعي : (هو نعوذ بالله منه بالدال دجال ، بالراء رقيب ، بالواو وسواس ، وبالياء يائس من رحمة الله تعالي ، والشين شيطان) . وينبغي للمريد أن يزن نفسه بهذا الميزان ليعلم نفسه في أي الفريقين . المجذوب : يختلف عن الدرويش فقد يكون الأخير على وعي تام بكل تصرفاته ، أما المجذوب فإنه في غيبة مع الله سبحانه وتعالى . وقد قال الإمام القشيري موضحاً حقيقة هذه الغيبة : (هي غيبة القلب عما يجري من أحوال الخلق لاشتغال الحس بما ورد عليه) . وقال الشيخ ود بدر : المجذوب هو من لدغته حيه الحقيقة فأقبل على الله بالكلية . أما الإمام السهروردي فإنه يقسم الأمر إلى مجذوب مجرد وهو من يبادئه الحق بآيات اليقين فيرفع عن قلبه الحجاب فيصبح غائباً عن الخلق ، ومجذوب متدارك على وعي بما يفعل ولكنه مأخوذ بوهج القرب . الككر : هو كرسي من الخشب يجلس عليه من يراد تأييده سواء أكان شيخاً أم خليفة شيخ وقد استعمله الشيخ تاج الدين في تأييده للشيخ بان النقا الضرير . الطاقية (الكوفية) : هي غطاء سميك مصنوع من القماش الأخضر ومحشو بالقطن . وهي شارة تستخدم لإجازة المريد في مرتبة الصوفية ، وكلمة كوفيه منسوبة إلى الكوفة بالعراق مهد الطريقة القادرية . الإجازة الصوفية : قصد بها إعطاء الإذن للمريد في أن يلقن الأذكار وآداب السلوك . وتختلف مراتب الإجازة الصوفية إذ تتدرج من أعلى مراتبها وهي الإجازة في المشيخة الصوفية ، تليها النيابة وهي خلافة شيخ بعد موته ثم أخيراً الإجازة في مرتبة المقدم . الإبريق (الركوة) : الإبريق أو الركوة هو إناء عربي قديم يعد لحمل الماء ، وهو يلازم المشايخ و الفقهاء في حلهم وترحالهم لاستخدامه في التطهر . وكان يصنع من الفخار ، وهذا تحديدا ما يطلق عليه اسم الركوة ، إلا أن تطور الصناعة جعل صناعته من البلاستيك والزنك وغيره . كرامات الأولياء: عرف العلماء الكرامة بأنها من جملة الخوراق غير المألوفة في حياة الناس ، وقسموا الخوارق فقالوا : (الخارق إن حصل على يد نبي إن كانت قبل الرسالة تسمى إرهاصا ، وبعدها تسمى معجزة ، وإن ظهرت على يد ولي تسمى كرامة . وإن ظهرت عند عامة المسلمين تسمى إعانة ، وإن ظهرت على يد كاهن تسمى استدراجاً ، وإن كانت خلاف مراده تسمى إهانة). وقال القاضي أبوبكر الأشعري رحمة الله : المعجزات تختص بالأنبياء ، والكرمات تكون للأولياء، ولا تكون للأولياء معجزة لأن من شرط المعجزة اقتران دعوى النبوة بها . والكرامة فعل لا محالة لأن ما كان قديماً لم يكن له إختصاص بأحد ، وهو ناقض للعادة ، وتحصل في زمان التكليف وتظهر على عبد تخصيصاً له وتفضيلاً . وقد تحصل باختياره ودعائه وقد لا تحصل . وقد تكون بغير اختياره في بعض الأوقات . الحال والمقام : عرف الحال على أنه معنى يرد القلب من غير تعمد لاجتلاب أو اكتساب ، من طرب أو حزن أو قبض أو بسط أو انزعاج أو هيبة أو اهتياج ، فالأحوال مواهب . أما المقام فهو الحال إذا ثبت وتمكن صاحبه منه ، وسمي مقاماً لإمكانية إقامة الإنسان فيه مختاراً. وقيل أن المقامات مكاسبالعكاز :هي عصا تتخذ من خشب الشجر يقارب طولها المتر ونصف ، واعتاد الشيوخ حمله في حلقات الذكر . وأول من حمله في السودان الشيخ عبد الله العركي أتى بها من ضمن شارات إجازته بعد أن خلَّفه الشيخ حبيب الله العجمي .العصايا : وهي موروث قديم، و عند شيوخ الصوفية تصنع من خشب الأشجار باستثناء خشب السدر لورود حديث بشأنه وطولها يقل عن المتر قليلاً ، وهي ذات رأس منحني يشكل مقبضاً . وبعضهم يستخدمها في العلاج والعزيمة والرقية ولهم فيها مآرب أخرى . الدفوف (الطبل والطار): الطار أو الدف آله ايقاعية عربية وهي عبارة عن إطار خشبي حلقي مرتفع قليلاً ، يجلد بجلد الماعز ، والطبل هو أيضاً آله ايقاعية صغيرة مصنوعة من الخشب المجوف أو النحاس ، وهي آلات ذات دلالات اجتماعية متباينة ، وذات تأثير عميق في الوجدان. النوبة : وهي آلة إيقاعية كبيرة تجلد من الجانبين ، وقد استخدمت كآلة إعلان ونداء لحلقات الذكر الجماعي وذلك لتأثير جذبها في محل إقامة حلقات الذكر. وللنوبة عدد من الإيقاعات منها الثقيلة والشامية والخفيفة . حلقة الذكر : عبارة عن دائرة يقف فيها القوم في شكل حلقة ويسموا بالأوتاد ، ويكون في داخل الحلقة المادح وحاملي النوبة والأجراس يقودهم شيخ أو مقدم أو من ينوب عنهم ، ويمدح المداح القصائد المشهورة للشيخ المكاشفي أو ودرحمة أو ود البر أو الشيخ الشايقي وغيرهم . يبدأ الذكر بالتهليل وله دقة نوبة مخصصة ، ثم يتلوها دقه ثقيلة أو الشامية ثم دقة خفيفة هكذا تتوالى من ثقيلة الى شامية الى خفيفة ، ويجب على الاوتاد في الذكر ملازمة ذكر كلمة الله الله . وقد أوصى الشيخ المكاشفي في النصيحة السادسة قائلاً : (أوصيكم بالحضور في الذكر وعدم الغفلة والتماسك باليدين وإذا دخلتم في الذكر فأدخلوا أربعة لا يزيدون على ذلك بأطراف الرؤوس ، والخشوع لله ، والنساء بعيد عنكم وخصوصاً الزغاريد لا تكون بل ممنوعة البتة – الحديث "باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء " وإياكم والنظر إليهم والذين يريدون أن يجتمعوا معهن فعملهم محبوط والله جل شأنه لا ينظر إلى عمل أشرك فيه غيره فاذكروا الله بصدق يذكركم بفضله ونيله وجزيل عطائه في دار ثوابه. ) السبحة : هي آله ابتكرتها العرب للعد وتصنع في السودان من اللالوب وتصنع في مناطق أخرى من العالم الإسلامي من خشب البقس التركي المشهور وأخشاب أخرى. كما تصنع أحياناً من بعض الحجارة و من البلاستيك أيضاً . وقد يتبادر إلى الذهن السؤال عن السبحة في الوسط الإسلامي ، لذلك نتوقف عندها قليلاً.أخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت : رأيت أبا صفية – رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – وكان جاراً لنا يسبح بالحصى .
وفي معجم الصحابة للبغوي وتاريخ بن عساكر من طريق معتمر بن سليمان عن أبي بن كعب عن جده بقية عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصا فيسبح به إلى نصف النهار ، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتى به فيسبح حتى يمسى.
وأخرج أبو سعيد عن حكيم الديلمي أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يسبح بالحصى . وقال ابن سعد في الطبقات عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أنها كانت تسبح بخيط عقود لها .
وعن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مرفوعاً : نعم المذكر السبحة . وعن راذان قال أخذت من أخذت من أم يعفور تسابيحها .
وأبو هريرة كان له خيط له ألف عقدة كان يسبح بها أثنتا عشر ألف ، كما قال عكرمة .
ثم توالى العمل بها وبأشكالها المختلفة في عهد التابعين ومن بعدهم من العلماء وعامة المسلمين ، ولم يشذ عنهم إلا نفر لا يعتد به . ذكر القاضي ابن خلكان في وفيات الأعيان أنه رؤى في يدي أبي القاسم الجنيد محمد رضي الله عنه سبحة فقيل له : أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحه ؟ فقال : طريق وصلت به إلى ربي لا أفارقه .
قال السيوطي وقد رويت في ذلك حديثاً متسلسلاً هو ما أخبرني به شيخناً الإمام أبوعبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد الله من لفظه ، ورأيت في يده سبحه قال أبو العباس أحمد بن ابي المجالس يوسف بن البانياسي بقراءتي عليه ورأيت في يده سبحة قال أنا أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود الترمذي ورأيت في يده سبحه قال قرأت على شيخنا أبي الثناء ورأيت في يده سبحه قال قرأت على أبي محمد يوسف بن الفرح عبد الرحمن بن علي ورأيت في يده سبحه قال أنا قرأت علي أبي الفضل بن ناصر ورأيت في يده سبحة قال قرأت على أبي محمد عبد الله بن احمد السمرقندي ورأيت في يده سبحه قلت له سمعت أبا بكر محمد بن علي السلمي الحداد ورأيت في يده سبحه فقال نعم ، رأيت أبا ناصر عبد الوهاب بن المقري ورأيت في يده سبحه قال رأيت أبا الحسن على بن الحسن بن أبي القاسم المترفق الصوفي وفي يده سبحه قال سمعت أبا الحسن المالكي يقول وقد رأيت في يده سبحه فقلت يا أستاذ وأنت إلى الآن مع السبحه فقال كذلك رأيت أستاذي الجنيد وفي يده سبحه فقلت يا أستاذ إلى الآن مع السبحه فقال كذلك كان رأيت أستاذي سري بن مغلس السقطي وفي يده سبحه فقلت يا أستاذ انت مع السبحه فقال كذلك كان رأيت أستاذي معروف الكرخي وفي يده سبحه فسألته عما سألتني عنه فقال كذلك رأيت أستاذي عمر المالكي وفي يده السبحه فسألته عما سألتني عنه فقال كذلك رأيت سيدي حسن البصري وفي يده سبحه فقلت يا أستاذ مع عظم شأنك وحسن عبادتك وأنت الآن مع السبحة فقال لي شيئاً كنا نستعمله في البدايات ما كنا لنتركه في النهايات . أحب أن أذكر الله بقلبي وفي يدي ولساني . الرايات القادرية : الرايات جمع رأيه وهي الأعلام التي تتميز بها الطرق الصوفية عن غيرها ولكل طريقة رايتها واللون الذي يميزها. والراية الصوفية تكتب فيها عبارات أهمها (لا إله الله محمد رسول الله) ، وأسماء الخلفاء الأربعة واسم الشيخ المكاشفي عند أتباع الطريقة القادرية المكاشفية.الراية أو العلم كرمز لفصيل اجتماعي معين أمر موغل في القدم ، والأمر لا حاجة به إلى التفصيل لأن أي عين تستطيع أن ترى مدى اهتمام الدول بأعلامها ، كرمز متفرد يدل على استقلالها وسيادتها. وفي تاريخ الراية المرتبط بالإسلام نبتدئ البحث من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) . ففي غزوة أحد دفع اللواء – وهو الراية – إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه وبعد استشهاده حملها على بن أبي طالب . وعند فتح مكة كان يحمل اللواء سعد بن عبادة ، فلما مر بأبي سفيان قال اليوم يوم الملحمة ، فشكا أبو سفيان مما سمع من سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزع منه اللواء ودفعه إلى ابنه قيس وفي رواية أنه لما نزع الراية دفعها إلى الزبير وفي غزوة مؤتة قال ابن اسحق :قاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ، فلما استشهد أخذها جعفر. فلما استشهد أخذها عبد الله ا بن أبي رواحة . وبعد استشهاده أخذ الراية ثابت بن أرقم ، فلما ولي خالد أخذ الراية ودافع القوم . وفي غزوة خبير دفع النبي صلى الله عليه وسلم الراية إلى علي بن أبي طالب وكانت بيضاء وفي فتح مكة مرت القبائل على راياتها. كلما مرت قبيلة قال أبو سفيان يا عباس من هذه ، والشاهد في هذه الرويات هو استخدام الراية على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والمعاني التي استخدمت لها . ومن هذا كان اهتمام الشيوخ الصوفيين بالراية كرمز لطرقهم . وأخيراً لكل الطرق الأم لوناً تتميز به ، فكان للقادرية لون رايتها الأخضر الذي كثيراً ما يرد ذكره في قصائد القوم أبو كساوي :
الجيلي الخضرا رايته الجيلي الكبرى ولايتهالجيلي السابقة عنايته الكل الناس في رعايته
الجبة المرقوعة : الجبة جلباب اخضر مرقع عند أهل الطريق يدل على الزهد و التقشف ، وهي أمر اختياري وقد يؤمر بها المريد لأمر تربوي معين. و قال السري السقطي فيها:
والقوم ما اختاروا المرقعات إلا لأوصاف وسوف تأتيأولها فيها اطراح الكبر ومنها للبرد ثم الحروخفة التكليف ثم فيها قل طمع الطامعين فيهاوذلة النفس وتطويل العمر والصبر ثم الاقتداء بعمرألا ترى لابسها كالخاشع فهي إذن أقرب للتواضع
المسيد : يعنى به الفناء الواسع الذي يشتمل على مسجد وخلوة قرآن و تكية للأكل والشرب للطلاب والضيوف . الزاوية : وهو أسم لدور العبادة أو المصليات الصغيرة أو الأمكنة التي يجتمع فيها الناس . وهو من المسميات الصوفية القديمة التي دخلت السودان من قبل مملكة الفونج . وعرفت كدور علم وعبادة يأوي إليها الناس نار الجيلي:لفظ شاع في السودان على لسان المتصوفة القادرية ويقصدون به نار القرآن و نار النفقة التي تشعل في بيوت الصالحين و مسا ئدهم وهي من شارات ودلالات المشيخة الصوفية و اللفظ جاء من نار الشيخ عبد القادر الجيبلاني رضي الله عنه.أمانة الجيلي : الأمانة هي ما كان ملكاً مستودعاً عند الغير بغية الحفظ ولا يجوز التصرف فيه إلا بإذن صاحبه وقد وردت الأمانة كلفظ في القرآن الكريم حيث قال تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) الأحزاب ( 72 ) وقد وردت الأمانة في هذه الآية الكريمة وإن كان المدلول غير ما نحن بصدده إلا أنه يستفاد منه أن الدين وشرائعه أمانة عند المسلم لانطباق شروط تعريف الأمانة عليها. ونود أن نقيس علي هذا المفهوم المعنى الوارد عند أهل الطريقة وهو (أمانة الجيلي). و الأمانة أرث محمدى و السر فيها معلوم عند العارفين يسمى صاحب الأمانة بالوارث المحمدي أو صاحب الوقت أو المجدد إذ انه قائم بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم معتصم بالله في حركاته وسكناته و متخلق بخلق النبوة . سجادة الطريقة :السجادة هي المفرش الذي يجلس عليه وارتباطها باسم الطريقة نتج عن اعتياد الشيوخ الجلوس عليها مع المشايخ و المقدمين والمريدين وغيرهم لإبعاد روح التعالي والكبر ، وتعتبر كرسي أستاذ التربية والإرشاد و إحدى شارات المشيخة الصوفية ,وهي بمثابة العرش للطريقة الصوفية

مؤلفات القوم


في مدح و رثاء الشيخ عبد الباقي المكاشفيقصائد بينت مناقب الشيخ و فضائله الجمة و دلت على مدى تعلق القوم به وحبهم له
النمارق المصفوفةجاء في شرح كل من مؤلف أرجوزة التوحيد و مؤلف الجنايئن المفروسة علي حياض السنة المحروسة للشيخ عبد الباقي المكاشفي للعالم محمد علي بن البشير المشهور بالاحمير
التبيين المفيد شرح عقيدة التوحيدجاء في شرح تعالى الرب في معني عقيدة التوحيد للشيخ المكاشفي للعالم محمد علي بن البشير المشهور بالاحمير
قبسات من حياة الشيخ المكاشفي عن مؤلفات الشيخ المكاشفي للشيخ عوض الله فضل السيد
نوادر النادر في الزمن الماضي و الحاضرجاء في تاريخ الشيخ عبد الباقي المكاشفي وشمائله وكراماته رضي الله عنه للشيخ محمد زين فضل الله ود الجردة
قلائد الجمان في حياة أبي الجيلان جاء في سيرة الشيخ المكاشفي لمؤلفه محمد زين بن فضل الله المشهور بود الجردة
الشكينيبة الشرافة والتاريخجاء في تـاريخ السادة المكاشفيـة للنيل الشيخ الطريفي المكاشفي
ديوان الشيخ ود رحمة جمع قصائد الشيخ محمد رحمة في مدح الشيخ عبد الباقي المكاشفي التي جاءت في بيان مناقبه و فضائله و في بيان طريق القوم وبيان فضل محبة الأخوان. و جمع الديوان بإذن الشيخ عبد المحمود محمد رحمة
في مدح و رثاء السادة المكاشفية

بيوت الارشاد

والطريقة المكاشفية حتى يومنا هذا منارة للإرشاد بفضل الأستاذ الشيخ المكاشفي رضي الله عنه الذي علم القرآن وعلوم الشريعة و أرشد العباد ودل على طريق الله القويم و أقام المساجد و الخلاوي وكذلك بفضل أبنائه الأبرار الوارثين علومه وتلاميذه الأكابر الذين صدقوا مع الله فعرفوا سبل الوصال.و هنالك كثير من الزوايا و المسا ئد التي افتتحت بالسودان وخارجه باسم الشيخ المكاشفي حاملة رايته وآدابه ،و قائمة على نشر الإسلام و إرشاد الناس إلى ما فيه خير لهم و الفضل في ذلك يرجع إلى الشيخ و أبناءه وأحفاده كما يرجع للمشايخ الواقفين على راس هذا الأمر ، و نذكر من تلك الزوايا و المسا ئد على سبيل المثال لا الحصر
- الزاويا الأم بولاية الخرطوم زاوية الشيخ الجيلي المكاشفي بامدرمان الثورة الحارة 13 وقائم على أمرها الخليفة الشيخ الفاتح الشيخ الجيلي المكاشفي ولها دور عظيم في الطريقة المكاشفية .
- مسيد الشيخ احمد صالح الهواري بمدينة الأبيض الذي يعد من اكبر الصروح الإسلامية بتلك المنطقة ويقف على رأسه الشيخ الكريم أحمد صالح الهواري وهو من ناظمي القوافي في مدح النبي المختار " صلى الله عليه وسلم " واشتهرت مدائحه بصوت ابنه "مكاشفي " الذي أشجى الناس بصوته العذب وأدائه المتفرد .
- مسيد الشيخ احمد الشايقي بمنطقة أم عداره ريفي مدينة أم روابة وهو مسيد جامع وعامر بإحياء الليالي والمناسبات الدينيه ، أسسه الشيخ أحمد الشايقي وهو أيضاً من ناظمي القوافي في مدح المصطفى " صلى الله عليه وسلم" يقف على رأسه ابنه الخليفة دفع الله وإخوانه.
- مسيد الشيخ محمد إبراهيم الخوجلابي بالخرطوم بحري الخوجلاب و هو مسيد كبير عامر باحياء اليالي و نار القرآن ، ويلعب دورا كبير في تحفيظ القرآن الكريم و يقف على رأسه الشيخ محمد ابراهيم الخوجلابي.
- مسيد الشيخ محمد البرناوي " بمنطقة الليري" بجنوب كردفان ولقد لعب هذا المسيد دورا كبيرا في نشر الدين الإسلامي في تلك المنطقة و يقف على رأسه الخليفة الشيخ محمود محمد البرناوي .
- مسيد الشيخ البشير الشيخ المبشر الشيخ أحمد المكاشفي بمنطقة الشارقة " الشق غرب كوستى" ويعد هذا المسيد من أكبر المنارات الدينية في تلك الناحية ويقف على رأسه الشيخ البشير وأبنائه .
- مسيد الشيخ أحمد الشيخ يوسف الشيخ قرشي المكاشفي بمنطقة الشوال غرب مدينة الأبيض وهو مسيد عامر وجامع ساهم ومازال يساهم بنصيب وافر من ترسيخ مفاهيم الدعوة ومبادئ الطريق ويقف على رأسه الأستاذ الجليل ناظم الدرر في مدح سيد البشر صلى الله عليه وسلم الشيخ أحمد الشيخ يوسف بنفسه وبجانبه أبنائه الكرام .
- مسيد الشيخ عبد الله الشيخ يوسف الشيخ قرشي المكاشفي الشهير " بود العجوز" بمنطقة المنارة بالقرب من مدينة أم روابه وهو مسيد جامع وعامر بإحياء الليالي وإحياء المناسبات ويقف على رأسه الشيخ عبد الله ود العجوز و هو من مادحي النبي المختار " صلى الله عليه وسلم "
- مسيد الشيخ علي ود الإمام ومسيد الشيخ صالح أبو حنيفه بالترتر . وهو أيضاً مسيد جامع عامر بإحياء الليالي ويقف على رأسه الشيخ نورين بنفسه وبجانبه أبناءه وهو أيضا من ناظمي القوافي ويعد في مقدمة ناظمي القصائد القومية بعد الشيخ محمد رحمه .
- مسيد الشيخ حمد النيل محمد أبو عاقل بمنطق عويضة ريفي الحوش وهو مسيد جامع وعامر بإحياء الليالي والمناسبات الدينية ويقف على رأسه ابنه الخليفة الشيخ محمد وإخوانه الكرام .
- مسيد الشيخ عبد الغفور ود حمدان بمنطقة المزروب بكردفان وهو مسيد جامع وعامر بأحياء الليالي والمناسبات الدينية
- مسيد الشيخ أحمد ود أقروب وهو مسيد جامع وعامر بإحياء الليالي والمناسبات الدينية .
- مسيد الشيخ عبد الباقي أب حلاقيم. وهو أيضاً مسيد جامع وعامر بإحياء الليالي والمناسبات الدينية ويقف على رأسه الخليفة الشيخ الجيلي .
- مسيد الشيخ أحمد أبو جليحة بمنطق الهور بكردفان وهو مسيد عامر بباشعال نار القرآن الكريم.
- مسيد الشيخ عبد الباقي ود نصر الله بمنطقة الروبانة شرق النهود وهو مسيد جامع وعامر بأحياء الليالي الدينية ويقف على رأسه الشيخ عبد الباقي بنفسه وابنه الشيخ دفع الله .
- زاوية الشيخ محمد الماحي الشهير" بود البخاري تلميذ الشيخ عبد الباقي المكاشفي بالمدينة المنورة ويقف على أمرها أبنه الجيلي
ونذكر على سبيل المثال جملة عدد من الزوايا بمدن السودان المختلفة:
- مدني ، الأبيض ، كوستي ، سنار ، عطبرة ، نيالا ، الدويم ، الدمازين ، ام روابة ،النهود ، القطينه ، المناقل ، دنقلا ، أبو جبيه، العيلفون ، كنانة.
و للطريقة المكاشفية زوايا في كل من الدول الأتي ذكرها:
- اليمن ، ليبيا ، الأردن ، نيجريا ، المغرب ، الجزائر ، العراق، مصر ، الإمارات العربية ، هولندا ، موسكو ، انجلترا ، أمريكا ، ألمانيا.

مؤلفات الشيخ المكاشفى


منظومة تعالى الربجاءت في العقيدة و التوحيد مبينة عقيدة أهل السنة و متضمنة رداً على المبتدعة و الضالة ، وهي خلاصة ما يحتاج إليه الفرد لمعرفة عقيدة التوحيد و قد تم شرحها في كتاب النمارق المصفوفة.
أرجوزة التوحيد في معنى عقيدة التوحيدبين الشيخ فيها ( أن لا إله إلا الله محمد رسول الله) تعني التوحيد الحق الخالص من الشك و الريب و الاعتقاد السليم الذي لا يشوبه الشرك و النقائص و الذي يهدي ويقود صاحبه إلى الصراط المستقيم وتم شرحها في كتاب التبيين المفيد في شرح عقيدة التوحيد
الجنائن المغروسة على حياض السنة المحروسةألفها الشيخ في الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه وذلك لعلمه رضي الله عنه أن الناطق بالشهادة بعد إدراكه معنى عقيدة التوحيد يحتاج إلى معرفة ما تصح به عبادته وفق الشريعة و السنة المحمدية وقد حوت خلاصة ما يحتاجه المسلم من معرفة الفرائض العينية التي تمكنه من أداء العبادة على شكلها الصحيح التام وقد تم شرح هذه الأرجوزة في كتاب النمارق المصفوفة
النصائح التسع في السلوك و الإرشادجاءت تدل على صدق المنهج الصوفي الذي غايته الوصول إلى معرفة الله ، وعين حقيقته إدراك رضاء الله تعالى ، وهي نصائح خرجت من روح طاهرة وقلب صادق خالص لله تعالى تدعو إلى تهذيب السلوك وتزكية النفوس وتدل على سبيل الرشاد وهي بحمد الله كفيلة بأن تلحق الآخذ بها إلى ركب السادة الأصفياء الأتقياء الصالحين أهل الذوق الرفيع والمقام العالي والأدب و الخلق التام.
راتب في أذكار القراء ن و السنة قدمه الشيخ لعلمه رضي الله عنه أن الذكر هو اقصر الطرق الموصلة لنيل رضاء الله و هو نور المسلم وبصيرته وذهاب همه وجلاء غمه وحزنه وقال في فضله أن من قرأه فكأنما فعل عدد السبعين ثلاث مرات و أغناه عن جميع الأوراد.
من خصائص المصطفي صلى الله عليه و سلم وقد جمعها الشيخ رضي الله عنه و قدمها تعريفا للقوم بقدر الحبيب صلى الله عليه وسلم وتنويرا لعقولهم وبصائرهم .
راتب في التوسلاتهذا الراتب في التوسل إلى الله جل وعلا بعظمته و عظمة ملائكته و أنبياءه و أولياءه تعالى و قد جاءت بفضل الله صادقة من خبير عارف بالله وبسبل الوصال.
الراتب الكبير في التوسلاتراتب آخر في التوسل إلى الله جل وعلا بذاته العلية وملائكته و أنبياءه وآياته وأولياءه ، و هو معروف عند أهل القوم بالسلسلة الذهبية
ديوان سعادة الدارين في مدح شافع الثقليناشتمل على مدائحه التي تحكي عظمة الحبيب صلى الله عليه وسلم وتزرع حبه في قلوب الناس و تسمو بأرواحهم إلى عوالم الأنس ، وقد شمل ديوانه بعض من قصائده في مدح أولياء الله الصالحين مبينة حقهم ونهجهم و طريقهم القويم.

أوراد وازكار الطريقه المكاشفيه


أساس الطريقة:أساس الطريقة ذكر يقوله المريد بعد كل صلاة مفروضة اختاره الشيخ عبد الباقي المكاشفي ليكون وردا أساسيا لأبناء الطريقة المكاشفة. والالتزام به هو دليل الانتساب للطريقة - اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك وصلنا بأوليائك الدالين عليك وأمنا و احرسنا يا عظيم السماوات والأرض- وهو:
"بسم الله الرحمن الرحيم 200 مرة جرداً"
"استغفر الله 200 مرة جرداً"
"اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وسلم 200 مرة جرداً"
"لا إله إلا الله 200 مرة جرداً"
"الله الله 200 مرة جرداً"
والجرد يكون بإمرار اليد سريعاً على السبحة من ثلاث إلى عشر حبات معاً، واختيار الجرد لما فيه من همة في الذكر وإخلاص وحضور وحركة في الجسم و السر في هذا الورد معلوم لدى العارفين و إذا أردنا أن ندرك بعض منه فليس لنا إلا أن نقف عليه يفتح الله علينا إنشاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم : كل عمل لم يبدأ باسم الله فهو ابتر أي ناقص ،وقيل بين بسم الله و الرحمن و الرحيم اسم الله الأعظم الذي إذا دعيّ به أجاب.
استغفر الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الاستغفار سيد الأذكار". و معلوم حاجة العباد إلى الاستغفار ومعلوم فضله
الصلاة على رسول الله : هي الفاتحة لأبواب السماء وفضلها معلوم
لا إله إلا الله: قال سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وسلم: خير ما قلت أنا و الأنبياء من قبلي لا إله إلا الله
الله الله : الله هو اسم الله المفرد الدال على وحدانيته جل وعلا
و الورد اليومي وهو مرة واحد في اليوم في الصباح أو المساء ومبين أدناه:
بسم الله الرحمن الرحيم 786 مرة يا لطيف 129 مرة حسبي الله ونعم الوكيل وعلى الله توكلنا 450 مرة الصلاة الإنسية 1000 أو 2000 - اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
أوراد الطريقة:الورد هو عبادة من ذكر لله جل و علا واستغفار وصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو عمل يداوم عليه المريد وينبغي أن يخلص فيه النية لله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله ادومها وإن قل.ولا بد للمريد الصادق من ورد ولا بد له من شكر وحمد ، و معظم أذكار أهل الطريقة المكاشفية تنحصر في قراءة القرآن العظيم والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتهليل.
التوسلات: لقد وضع الشيخ رضي الله عنه عدداً من التوسلات تؤدى بعد صلاة الصبح والمغرب واعلم أن فيها أسرار و عجائب وهي حافظة لصاحبها وهي:
جل جلاله التي مستهلها
جل جلاله لا له شريك ولا له مثال الله
و تنزه ربي والتي مستهلها
تنزه ربي عن صور وخواطر قلب في الأذهان
و رباه يا رباه والتي مستهلها
رباه يا رباه للمصطفي وصحباه صلي وزيد في حباه
و مولانا يا مولانا والتي مستهلها
مولنا يا مولانا احفظنا واتولانا نفوسنا والولانا
يا رب بهم وبآلهم التي مستهلها
يا رب بهم وبآلهم عجل بالفتح و بالرشد
إحياء الليالي:و من أعمال أهل الطريقة إحياء ليلتي الاثنين والجمعة بالأذكار وفيها يجتمع الإخوان والمريدون في حلقات الذكر والعلم قاصدين الله جل وعلا. وكذلك إحياء عصر الجمعة
مواسم الزيارات:يجتمع مريدو الطريقة من كل مكان لزيارة الشكينيبة وإحياء الليالي في عدة مواسم هي:
أولاً: ليلة عاشوراء – العاشر من محرم،
ثانياً: المولد النبوي – 12 ربيع الأول،
ثالثاً: الإسراء والمعراج – 27 رجب،
رابعاً: ليلة النصف من شعبان – 15 شعبان.
خامساً: عيد الفطر المبارك - أول شوال،
سادساً: عيد الأضحى المبارك – 10 ذو الحجة.
راتب في أذكار القرآن والسنة:اتفق العلماء على أن أفضل الأذكار هو ما أخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الجانب قدم الشيخ رضي الله عنه راتباً في أذكار القرآن والسنة، يقول الشيخ رضي الله عنه في فضله" إن من قرأه فكأنما فعل عدد السبعين ثلاث مرات، ولم تكتب عليه خطيئة إلى أسبوع، وأغناه عن جميع الأوراد" و للذكر آداب وفي هذا قال الشيخ عبد الباقي المكاشفي: أما القيام بحق الذكر فالطهارة الحسية والمعنوية، من الحدث والخبث والرياء والغيبة وسائر العلل الفادحة، وينبغي أن يكون الذكر حباً في الله لا لغرض من الأغراض الدنيوية أو الأخروية، وعلى الذاكر أن يلاحظ صورة الشيخ لأنها تطرد الشيطان الرجيم، وعليه أيضاً أن يكبر معنى الذكر في ذهنه فمعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله " .
راتب في أذكار القرآن والسنة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة وطرفة يطرف بها أهل السماوات، وأهل الأرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان، أقدم إليكم بين يدي ذلك كله:
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا علي عهدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوأ لك بنعمتك علي، وأبوأ بذنبي فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (3) أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (3) اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا مولانا محمد النبي الكامل وعلى آله وأصحابه كما لا نهاية لكمالك وعد كماله (7).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، الم، ذلك ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ، والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ. شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إن الدين عند الله الإسلام. قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ. اللهم أرزقنا وأنت خير الرازقين وأنت حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ، وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ . لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ، فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ. وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا. فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (3) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (3) لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (2) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ.
أللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نمـوت وإليك النشور (3) اللهم ما أصـبح بي مـن نعمة أو بأحد مـن خلقك فمنك وحـدك لا شريك لـك فلك الحمد ولـك الشكر (3) اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملـة عرشك وملائكتك وجـميع خلـقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن سيدنا محمدا عبدك ورسولك (4) اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكـسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (3) اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو اظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي (3) اللهم أجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا في كل خير تقسمه في هذا اليوم وفي ما بعده من نـور تهدي به أو رحمة تنشرها أو ضر تكشفه أو ذنب تغفره أو رزق تبسطـه أو شدة تدفعها أو فتنـة تصرفها أو معافاة تمن بها برحمتك إنك على كل شيء قدير، أللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخـرة حسنة وقنـا عـذاب النار (3) اللهم مغفرتك أوسع مـن ذنوبي ورحمتك أرجـي عندي مـن عملي (3) الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله (3) أو (7) سبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (3).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (7) بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (7) اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (7) سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (7) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد (7) الهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات (7) اللهم أفعل بي وبهم عاجل وآجلا في الدين والدنيا ما أنت له أهل ولا تفعل بنا يا مولانا ما نحن له أهل إنك غفور حليم جواد كريم رؤوف رحيم (7).
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صـراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومداره العظيم (7) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات وتقضي لنا بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعـنا بها أعلى الدرجات وتبلـغنا بها أقصي الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات (7) اللهم صل على سيدنا محمد النبي كما أمرتنا أن نصلي عليه وصل على سيدنا محمد النبي كما ينبغي أن يصلى عليه وصل على سيدنا محمد النبي بعدد من صلى عليه وصل علـى سيدنا محمـد النبي بعدد من لم يصـلي عليه وصل على سيدنا محمد النبي كما نحب أن يصلي عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك (10) أللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ظهوره عدد من مضى من خلقك ومن بقي ومن سعد منهم ومن شقي صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد صلاة لا غاية لها ولا منتهى ولا انقضاء صلاة دائمة بدوامك وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مثل ذلك (10).
اللهم إني أسـالك يا الله يا رحمن يا رحيم يا مـلك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر يا خالق يا بارئ يا مصور يا غفار يا قـهار يا وهاب يا رزاق يا فتاح يا عليم يا قابض يا باسط يا رافع يا معـز يا مذل يا حكم يا عدل يا لطـيف يا خبير يا حلـيم يا عظيم يا غفور يا شكور يا علي يا كبير يا حفيظ يا مقيت يا حسيب يا جليل يا كريم يا رقـيب يا مجيب يا واسع يا حكيم يا ودود يا مجيد يا باعث يا شهيد يا حق يا وكيل يا قوي يا متين يا ولي يا حميد يا محصي يا مـبدي يا معيد يا محـي يا مميت يا حـي يا قيوم يا وجد يا ماجد يا واحد يا احد يا صمد يا قادر يا مقتدر يا مقدم يا مؤخر يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا والي يا متعالي يا بر يا تواب يا منتقم يا عفو يا رءوف يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام يا مقسط يا جامع يا غني يا مغني يا مانع يا ضـار يا نافع يا نور يا هادي يا بـديع يا باقي يا وارث يا رشيد يا صبور الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فأعلم أنه لا إله إلا الله (100) لا أله الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (10) لا إله إلا الله الملك الحق المبين (100) سبحان الله العظيم وبحمده (100) سبحـان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته (10) لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (100) حسبنا الله ونعم الوكيل وعلى الله توكنا (100) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم (100) جل الله تعالى الله (100) يا حي يا قيوم (100). ومن أذكار الشيخ المكاشفي وادعيته قصيدة الدعاء على الحروف الهجائية:
اللهم إني أسالك بألف ألوهيتك

أن تقبل دعاءنا يا ذا المجد والعلا
وبباء بدئك للخلق أن ترزقنا

بحق مصطفاك خير المرسلين الكملا
وبتاء توبتك يا تواب تب علينا

وأمنحنا أسرارك التي تنور بها العقلا
وبالثاء ثبت أقدامنا على

الصراط في يوم الزلزلة
وبجيم جمالك جملنا لفظا وحسا ومعنى

أجنتنا وألسنتنا بذكرك تهللا
وبالحاء يا حليم أحمنا من

الوقوع في هاوية الأنفس والأماني المخزلا
وبالخاء يا خافض أغمض مقلتي

عن المحارم والأمور الباطلة
وبالدال يا دائم دائماً وفقنا على

ذكرك في الخلاء والملا
وبالذال يا ذا العزة أعزز وأكرم

روحنا لنقوم بنوافلا
وبراء ربوبيتك يا رؤوف هب لنا

رأفة لخلقك وحسن تجملا
وبزاء زيادة أهل فيضك أفض علينا

من نفحاتهم وفي سلكهم لنا أوصلا
وبسين سناك أجعل لنا سناً

في قلوبنا كمثل شمس تجتلي
وبشين شكرك يا شكور أجعل لنا

شكراً نشكرك به يا الله دائماً مكملا
وبصاد صدقك يا صادق أجعل لنا

قدم صدق في صراط الفضلا
وبالضاد يا ضار ضر عدونا

هي النفس والدنيا وإيلبس والهوى القاتلا
وبطاء طولك يا ذا الطول طيب متقلبنا

ومثوانا آخراً وأولا
وبالظاء ظللنا يوم لا ظل فيه

إلا ظلك إذ الأمر أعضلا
وبالعين يا عليم علمنا علماً نافعاً

مقارناً للخشية وادمعنا في حبك سائلا
بالغين يا غني أغننا عمن سواك

وأجعل لنا في القناعة أعظم منزلا
وبالفاء أفني رسمنا فيك وأذقنا

حلاوة أنسك الذي حال لس له مثلا
وبالقاف نقتفي أثر رسولك سيدنا محمد

ونهجه القويم الأعدلا
بالكاف يا كافي أكفنا ما أهمنا

من أمورنا سرا وجهرا ومأملا
وبلام لطفك يا لطيف أجد لنا كل خير

وأصرف عنا الشح والأهواء والبلا
وبالميم يا منان من علينا بجذبة

رحمانية نشاهد بها وجودك يا ذا العلى
وبالنون يا نور نور أحشاءنا

وحط عنا الأوزار المثقلا
وبالهاء يا هادي أهدي من عادانا

وأغفر له ما أغتاب ونم فينا وتقولا
وبالواو يا ودود أجعل لنا ودا

وعطف علينا قلوب المعرضين تقبلا
وبلام الألف أجعل لنا ألفة

في الملأ الأعلى إلي يوم نرحلا
ويا ندائك لأهل خصوصيتك أجعل لنا في كل يقظة ولحظة ونومة

أرنا وجه نبيك سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم تقابلا

مزاهب واعتقادات الصوفيه

هناك أناس يطعنون في عقيدة القوم (الصوفية) ومذهبهم ، والحق أن سالكي هذا المنهج هم علماء الإسلام الذين قاموا على أمر الإسلام وإرشاد المسلمين وهم في ذلك لا يسألون الناس أجرا بل يرجون رضاء الله جلا و علا ، و المتتبع لعلومهم في العقيدة أو الواقف على منهجهم يعلم أن طريقهم مضبوط بالكتاب و السنة وإنهم على نهج النبي صلى الله عليه وسلم لم يخالفوا أو ينحرفوا عنه لا في العقيدة ولا في الأحكام ولا في الأعمال ولا في الآداب ، وهذا واضح لكل ذو عقل وبصيرة وفي بيان ذلك يقول حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله "إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تبارك وتعالى خاصة ، وأن سيرتهم أحسن السير ، وأن طريقهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزكى الأخلاق ، بل لو جمع عقل العقلاء .. وحكمة الحكماء.. وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه لم يجدوا إليه سبيلا " وقال الإمام القشيري رحمه الله: "اعلم أن شيوخ هذه الطائفة بنوا قواعدهم على أصول صحيحة في التوحيد ، صانوا بها عقائدهم عن البدع ،ودانوا بما وجدوا عليه السلف ، و أهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل ولا تعطيل ".
و يقول الشيخ أبو بكر الكلاباذي رحمه الله:"اعلم أن الصوفية أجمعوا على أن الله واحد، فرد صمد، قديم عالم، قادر حي، سميع بصير، عزيز عظيم، جواد رؤوف، متكبر جبار، باق أول، إله مالك رب، رحمن رحيم، مريد حكيم، متكلم خالق رازق، موصوف بكل كمال يليق به، منزه عن كل نقص في حقه، لم يزل قديما بأسمائه وصفاته، غير مشابه للخلق بوجه من الوجوه، لا يشبه ذاته الذوات، ولا صفاته الصفات، لا يجري عليه شيء من سمات المخلوقين الدالة على حدوثهم، موجودا قبل كل شيء، لا قديم غيره، ولا إله سواه، ليس بجسم ولا شبح، ولا صورة ولا شخص، ولا جوهر ولا عرض، لا اجتماع له ولا افتراق، لا يتحرك ولا يسكن، ولا ينقص ولا يزيد، ليس بذي أبعاض ولا أجزاء، ولا جوارح ولا أعضاء، ولا بذي جهات ولا أماكن، لا تجري عليه الآفات ولا تأخذه السنات، ولا تداوله الأوقات ولا تعينه الإشارات، ولا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان، ولا تجوز عليه المماسة ولا العزلة، ولا الحلول في الأماكن، ولا تحيط به الأفكار ولا تحجبه الأستار، ولا تدركه الأبصار، وأجمعوا أن لله صفات على الحقيقة، هو بها موصوف من العلم والقدرة والقدم والحياة والإرادة والمشيئة والكلام، وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر، كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، وأن له سمعا وبصرا ليسا كالأسماع والأبصار، وأنها ليست هي هو ولا غيره، بل هي صفات الذات، وقد أجمعوا على أنه لا تدركه العيون، ولا تهجم عليه الظنون، ولا تتغير صفاته ولا تتبدل أسماؤه، لم يزل كذلك، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
ويقول الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله مبينا: اعلم أن كل ما عدا الخالق فهو مخلوق، والليل والنهار والضوء والظلام، والسموات السبع وما فيهما من النجوم والشمس والقمر والأرض، وما عليها من جبل وبحر وشجر، وأنواع النباتات وأصناف النبات، والحيوانات الضار منها والنافع، لم يكن شيء من ذلك إلا بتكوين الله، ولم يكن قبل تكوين الله الأشياء أصل ولا مادة ولا شيء من ذلك إلا بتكوين الله، وكذلك الجنة والنار والعرش والكرسي واللوح والقلم والملائكة والإنس والجن والشياطين، لم يكن منها شيء الا بتكوين الله تعالى، وكذا صفات هذه الأشياء من الحركة والسكون، والاجتماع والافتراق، والأطعام والمشروب والروائح، والجهل والعلم، والعجز والقدرة، والسمع والصمم، والبصر والعمى، والنطق والبكم، والصحة والسقم، والحياة والموت، كل ذلك من مخلوقات الله تعالى، وكذلك أفعال العباد واكتسابهم، من الأمر والنهي والوعد والوعيد، كل ذلك من مخلوقات الله تعالى، خلق كل شيء، قال الله تعالى: {هل من خالق غير الله يرزقكم(3)} [سورة فاطر].يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، الطاعات والمعاصي بقضاء الله وقدرته، وعبادته بارادته ومشيئته، فان الطاعة مقدرة من الله تعالى بقضائه وقدره، وكذا المعصية والمعاصي مكونة مقدرة بقضاء الله تعالى وقدره ومشيئته، لكن ليست برضائه ولا محبته، ولا بأمره وما أراد الله أن يكون كان بلا محالة، طاعة أو معصية، وهذا معنى قولنا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فمن هداه الله تعالى خلق فيه فعل الاهتداء، من لم يهده لم يهتد وكل ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال: {الذين ءامنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مئاب(29)} [سورة الرعد]، والله يعطي العبد كما يريد، كان فيه صلاح العبد أو فساده، وغاية صلاح العبد ليست بواجبة على الله تعالى، بل إن كان فيه صلاح كان منه إحسانا وتفضلا، وإن لم يكن ذلك كان منه عدلا، فله الفضل والحمد، والله تعالى قديم ليس لوجوده ابتداء، وباق ليس لبقائه انتهاء، حي بلا روح، عالم بلا قلب وفكرة، قادر لا بآلة، سميع بلا أذن، بصير بلا حدقة، متكلم لا بلسان، والله تعالى قديم بصفاته، وليس شيء من صفاته محدث، وكلامه ليس من الحروف والأصوات، بل الحروف والأصوات عبارة عن كلامه ودلالة عليه، والله تعالى ليس بجسم، ولا جوهر ولا عرض، ولا على مكان ولا في مكان، بل كان جلّت عظمته ولا زمان ولا مكان، والله تعالى ليس بصورة، وكل ما تصور في فهمك ووهمك فالله تعالى خالقه ومكونه، والله تعالى لا يشبه شيئا مما خلق، ولا يشبه ذاته ذوات المخلوقين، ولا صفاته صفات المخلوقين كما قال تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(11)} [سورة الشورى] والله تعالى واحد أحد فرد صمد، لا شريك له ولا وزير له، ولا شبيه له، ولا ضد له ولا ند له، ولا نظبر له ولا مثيل له، ولا أول له ولا ءاخر له، ولا ولد له ولا والدة له ولا والد له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، علام بأمور خلقه من مبتداهم الى منتهاهم، وكل مخلوق بخلقته شاهد عادل على أنه لا إله الا هو الرحمن الرحيم. وأنّ محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخيرته من خلقه، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وأنّ الله أرسل من قبله رسلا، أولهم ءادم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وكلهم جاءوا بالحق وتكلموا بالصدق، وبلّغوا الرسالة وصدقوا فيما بلغوا عن ربهم عز وجل، وكل ما أنزل عليهم من الكتب والصحف حق، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ولا نبي بعده حق، وأن الرسل كلهم على حق، وأنّ عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل في ءاخر الزمان حق، وأن المعراج حق، أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وشخصه في ليلة واحدة من مكة إلى بيت المقدس على ظهر البراق، ثم عرج به إلى السماء حيث شاء الله، وأن الصالحين مع علو منزلتهم وقربهم من الله لا يسقط عنهم شيء من الفرائض والواجبات من الصلاة والزكاة والحج والصيام وغير ذلك، ومن زعم أنّه صار وليا وسقط عنه الفرائض فقد كفر فانّه لم يسقط ذلك عن الأنبياء فكيف يسقط عن الأولياء. وأنّ الأيمان يزيد وينقص، والإيمان والإسلام واحد، وكل مسلم مؤمن، وأنّ عذاب القبر حق وأنّ منكرا ونكيرا حق، و سؤالهما حق، وأن البعث حق والعرض حق، والحساب حق، وأن الجنة ونعيمها حق، والنار وعذابها حق، وأهل الجنة يرون ربهم بعينهم من غير تشبيه ولا احاطة ولا كيفية ولا مقابلة ولا على مكان –هم في الجنة وهو موجود بلا مكان- ولا في جهة من الجهات الست، وأن قراءة الكتب أي في الآخرة حق، يؤتى المؤمن كتابه بيمينه والكافر بشماله، والميزان حق والشفاعة للنبي حق، وأن أبا بكر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة حق، وبعده خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حق، وبعده خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه حق، وبعده خلافة علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي عنه حق ... الخ.
و الاعتقاد السليم التام الخالي من الشرك و النقائص أن ننزه الله جل وعلا عن الشريك و المثال وعن الصور وعن كل ما يخطر في أذهانا من خواطر وعن الحلول وعن الحركة وعن السكون و عن الجهة والمكان ، وفي هذا قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان". وقال: "إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتّخذه مكانا لذاته" وقال: "من زعم أنّ الهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود"
وقال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: "من زعم أنّ الله في شيء أو على شيء أو من شيء فقد أشرك، إذ لو كان في شيء لكان محصورا، ولو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان من شيء لكان حادثا أي مخلوقا"
وقال القاضي أبو بكر رحمه الله "إن الله سبحانه منزه عن الحركة والإنتقال لأنه لا يحويه مكان كما لا يشتمل عليه زمان، ولا يشغل حيزا كما لا يدنو إلى مسافة بشيء، متقدس الذات عن الآفات منزه عن التغيير، وهذه عقيدة مستقرة في القلوب ثابتة بواضح الدليل".
وقال الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي الحنبلي رحمه الله "الواجب علينا أن نعتقد أنّ ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال".
وقال أيضا: "فترى أقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا منهم ردىء، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل"
وقال أيضا: "كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، و إذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان".
وقال الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني (768هـ) رحمه الله بعد أن ذكر عقيدة الصوفية في تنزيه الله عن الجهة والمكان ما نصه: "فأنا أذكر الآن عقيدتي معهم على جهة الاختصار فأقول وبالله التوفيق: الذي نعتقده أنه سبحانه وتعالى استوى على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن الحلول والاستقرار والحركة والانتقال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، لا يقال أين كان ولا كيف كان ولا متى كان ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان، تعالى عن الجهات والأقطار والحدود والمقدار"
وقال الشيخ أبو علي محمد بن علي بن عبد الرحمن الصوفي الزاهد المعروف بابن عراق الكناني الدمشقي نزيل بيروت (933 هـ) رحمه الله : "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، جلّ عن التشبيه والتكييف، والتأليف والتصوير"
وقال أيضا: "ذات الله ليس بجسم، فالجسم بالجهات محفوف، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس، على العرش استوى من غير تمكن ولا جلوس"
وقال العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1143هـ) رحمه الله: "فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما"
وقال أيضا: "الجهات جمع جهة، وهي ست: فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف، والجهة عند المتكلمبن هي نفس المكان، باعتبار إضافة جسم آخر إليه، ومعنى كون الجسم في جهة كونه مضافا إلى جسم آخر حتى لو انعدمت الأجسام كلها لزم من ذلك انعدام الجهات كلها، لأن الجهات من توابع الأجسام وحيث انتفى عن الله تعالى الزمان والمكان انتفت الجهات كلها عنه تعالى أيضا لأن جميع ذلك من لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى"
ويَنقل الإمام الشعراني عن علي الخواص رحمهم الله : "لا يجوز أن يقال انّه تعالى في كل مكان كما تقول المعتزلة القدرية"
وقال الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي الأشعري رحمه الله "تعالى – أي الله – عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان".
وقال: "أصموا أسماعكم عن علم الوحدة، وعلم الفلاسفة، وما شاكلهم فانّ هذه العلوم مزالق الأقدام إلى النار".
وقال أبو بكر الشبلي رحمه الله: "الله الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف سبحانه لا حد لذا ته ولا حرف لكلامه".
وقال الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله: "من زعم أن الله يسكن السماء، أو أنه جسم قاعد فوق العرش فهو كافر"
و قال الشيخ المكاشفي :
تنزه ربى عن صور وخواطر قلبى في الأذهان
وقال: تعالي الرب عن جهات وبعد وقرب لا له مكان

بيان التصوف والصوفيه


التصوف كمعنى عرف في الصدر الأول من الإسلام و كمصطلح عرف في نهاية القرن الأول الهجري إذ أن الحسن البصري المتوفى عام 110 هـ كان يطلق مصطلح الصوفي على بعض تلاميذه و اشتهر قبل نهاية القرن الثاني الهجري و أرسيت أركانه وبين منهجه و ذاع صيته وعرف الناس آدابه وكتب فيه أئمته أمثال المحاسبي و السقطي و أبو تراب النخشبي و أبو طالب المكي و الداراني وسفيان الثوري و الفضيل بن عياض قبل نهاية القرن الثالث الهجري. ومن هذا نخلص إلا أن التصوف نشأ و اشتهر في القرون الثلاث الفاضلة و لذلك اعتبره العارفون من العلوم الإسلامية. والتصوف في مفهومه الصحيح كما بينه أئمته منهج سلوكي تربوي قائم علي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، به تتم مكارم الأخلاق و يتم كمال الأدب وبه تدرك الفتوحات الربانية والأنوار المحمدية.رد الباحثون التصوف إلى جزره اللغوي وقالوا تصوف، يتصوف، تصوفا فهو (صوفي) وهم (صوفية). و تعددت الآراء و اختلفت في مصدر المصطلح وفي أصل التسمية ، فمن القوم من قال سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء آثارها وهم في هذا يردون التسمية إلى الصفاء. ومن القوم من جعل اشتقاق الصوفية من الصف نظراً إلى أنهم في الصف الأول بين يدي الله لارتفاع هممهم إليه وإقبالهم عليه ووقوفهم بسرائرهم بين يديه ، و منهم من نسبهم إلى أهل الصُّفة لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصُّفة الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن القوم من استبعد نسبة التصوف إلى الصفاء – و الصف – الصُّفة ، باعتبار أن اللغة لا تؤيد هذا الاشتقاق على الرغم من صحة المعاني و الدلالات التي أوردها القائلون بهذا القول.
وهذا الأمر الذي جعل الإمام القشيري صاحب الرسالة القشيرية المتوفى عام 465 هـ يقول " ليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق والأظهر انه كاللقب ...الخ ".
و من القوم من نسب التصوف إلى لبس الصوف ومنهم أبي نصر السراج الطوسي المتوفي عام 387 هـ رحمه الله الذي جعل التصوف من الصوف والكلابازي على ذات الرأي و غيرهم و قال السهروردي في تسميتهم صوفية للبسهم الصوف و هذا الاختيار يناسب من حيث الاشتقاق إذ يقال تصوف إذا لبس الصوف وهو يرى أنهم نسبوا إلى ظاهر لبستهم ، و الصوف لبس الأنبياء والصالحين وشعار الأولياء الأصفياء كما إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يلبسون الصوف وهو علامة الزهد و التقشف.
ولإدراك معاني التصوف وتوضيح هذا المنهج وبيان هذا الأمر نستعرض مقتطفات من أقوال الائمة و العارفين.
قال الإمام الجنيد سيد الطائفة الصوفية الذي وضع قواعد التصوف وبين سلوكياته وآدابه و المتوفى عام 297هـ رحمه الله " من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر، لان علمنا هذا مقيد بأصول السنة".
وقال "طريقنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة، إذ الطريق مسدود إلا على المقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال السري السقطي المتوفى عام 257هـ رحمه الله "التصوف اسم لثلاث معانٍ تقوم بالصوفي ، ألا يطفئ نور معرفته نور ورعه ، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب و السنة ، ولا تحمله الكرامات على هتك استار الله".
وقال سهل التستري المتوفى عام 273هـ رحمه الله : "أصول مذهبنا (يعني الصوفية) ثلاثة: "إقتداء بالنبي في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع الأفعال".
وقال معروف الكرخي المتوفى عام 200هـ رحمه الله " التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق.
وعن أبي الحسن الفرغاني رحمه الله قال: سألت أبا بكر الشبلي ما علامة العارف؟ فقال: "صدره مشروح، وقلبه مجروح، وجسمه مطروح"، قال: هذه علامة العارف، فمن العارف ؟ قال: "العارف الذي عرف الله عز وجل على ما ورد في كتاب الله، وعمل بما أمر الله، وأعرض عما نهى الله، ودعا عباد الله إلى الله عز وجل". فقلتُ: هذا العارف، فمن الصوفي ؟ فقال: "من صفا قلبه فصفى، وسلك طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم، ورمى الدنيا خلف القفا، وأذاق الهوى طعم الجفا". قلت له: هذا الصوفي، ما التصوف ؟ قال: "تعظيم أمر الله، والشفقة على عباد الله". قلت له: أحسن من هذا من الصوفي ؟ قال: "من جفا عن الكدر، وخلص من العكر، وامتلأ من الفكر، وتساوى عنده الذهب والمدر". (أي التراب).
وقال أبو سليمان الداراني المتوفى عام 215 هـ رحمه الله "التصوف هو إخفاء المنازلات والتكتم على الحالات حتى لا يعلم بها إلا رب العالمين".
وقال أبو حفص الحداد المتوفى عام 265 هـ رحمه الله "التصوف هو تمام الأدب".
وقال أبو سعيد الخزار المتوفى عام 268هـ رحمه الله " الصوفي من صفَّى ربه قلبه فامتلأ قلبه نوراً ، ومن حلَّ في عين اللذة بذكره الله".
وقال أبو تراب النخشبي المتوفى عام 245 هـ رحمه الله واصفا الصوفي " الصوفي لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء".
قال الإمام الجنيد رحمه الله في التصوف "الخروج عن كل خُلُقٍ دني، والدخول في كل خُلُقٍ سني".
وقال الحافظ أبو نعيم رحمه الله: "التصوف أحوال قاهرة، وأخلاق طاهرة تقهرهم الأحوال فتأسرهم، ويستعملون الأخلاق فتطهرهم، تحلوا بخالص الخدمة، فكفوا عن طوارق الحيرة، وعصموا عن الانقطاع والفترة، لا يأنسون إلا بالله، ولا يستريحون إلا بحبه، فهم أرباب القلوب المراقبون للمحبوب، والتاركون للمسلوب، سلكوا مسلك الصحابة والتابعين ومن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين، والمميزين بين الإخلاص والرياء، والعارفين بالخطرة والهمة والعزيمة والنية، والمحاسبين للضمائر، والمحافظين للسرائر، والمخالفين للنفوس، والمحاذرين من الخنوس بدائم التفكر، وقائم التذكر، طلبا للتداني، وهربا من التواني، لا يستهين بحرمتهم إلا مارق، ولا يدعي أحوالهم إلا مائق، ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق، ولا يحسن إلى موالاتهم إلا تائق، فهم سرج الآفاق، والممدود إلى رؤيتهم بالأعناق، بهم نقتدي، وإياهم نوالي إلى يوم التلاق".
وقال الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله: "التصوف علمٌ تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق، وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية".
وقال الحارث بن أسد المحاسبي المتوفى عام 243هـ رحمه الله "التصوف إخراج الخلق من معاملة الله تعالى ، والنفس أول الخلق".
وسُئل ذو النون المصري المتوفى عام 245 هـ رحمه الله عن الصوفي فقال: "مَن إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق، وإن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق".
وقال أبو بكر الطمستاني رحمه الله: "الطريق واضح، والكتاب والسنة قائمان بين أظهرنا، فمن صحب منا الكتاب والسنة، وتغرب عن نفسه والخلق، وهاجر بقلبه إلى الله تعالى، فهو الصادق والمصيب".
وقال رجل لسهل بن عبد الله التستري المتوفى عام 273هـ رحمه الله: "مَنْ أصحبُ من طوائف الناس؟ فقال: "عليك بالصوفية، فإنهم لا يستكبرون، ولا يستكثرون".
وسئل الجنيد بن محمد البغدادي عن التصوف فقال: "اسم جامع لعشرة معان، الأول: التقلل من كل شيء من الدنيا عن التكاثر فيها، والثاني: اعتماد القلب على الله عز وجل من السكون إلى الأسباب، والثالث: الرغبة في الطاعات من التطوع في وجود العوافي، والرابع: الصبر على فقد الدنيا عن الخروج إلى المسألة والشكوى، والخامس: التمييز في الأخذ عند وجود الشيء، والسادس: الشغل بالله عز وجل عن سائر الأشياء، والسابع: الذكر الخفي عن جميع الأذكار، والثامن: تحقيق الإخلاص في دخول الوسوسة، والتاسع: اليقين في دخول الشك، والعاشر: السكون إلى الله عز وجل من الاضطراب والوحشة، فإذا استجمع هذه الخصال استحق بها الاسم و إلا فهو كاذب".
وقول ذي النون المصري المتوفى عام 245 هـ رحمه الله "التصوف إيثار الله على كل شي ليؤثرك بكل شي".
وقال الجنيد المتوفى عام 297 هـ رحمه الله: "ما أخذنا التصوف بالقال والقيل، ولكن أخذناه بالجوع والسهر وترك المألوفات والمستحسنات".
وقال الإمام القشيري المتوفى عام 465 هـ رحمه الله في وصف الطائفة الصوفية: "فقد جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه".
ويقول الكلاباذي رحمه الله: "وعلى هذا سماهم قومٌ جوعية لأن الجوع من صفات القوم وهو من أهم أمور المجاهدة، ومخالفة النفس وغلبتها، فإن أرباب السلوك قد تدرجوا إلى اعتياد الجوع والإمساك عن الأكل إلا عند الضرورة وخشية الضرر، ووجدوا ينابيع الحكمة في الجوع، لأن الشبع يحرك شهوات الإنسان ويستثيرها، والجوع يحرك الإنسان إلى الطاعة، وكثرت الحكايات عنهم في ذلك.
وقيل في وصفهم: "لهم الأحوال الشريفة، والأخلاق اللطيفة، مقامهم منيف، وسؤالهم ظريف، هم المنبسطون جهرا، المنقبضون سرا، يبسطهم رَوْحُ الارتياح والاشتياق، ويقلقهم خوف القطيعة والفراق، و الحاكمون بالعدل، هم مصابيح الدجى وينابيع الرشد والحجى، خصوا بخفيّ الاختصاص، ونقوا من التصنع بالإخلاص، هم الشغفون به وبوده، والمكلفون بخطابه وعهده، هم المصونون عن مرافقة حقارة الدنيا بعين الاغترار، المبصرون صنع محبوبهم بالفكر والاعتبار، إنهم سُباق الأمم والقرون، وبإخلاصهم يمطرون وينصرون، وإن ليقينهم تنفلق الصخور، وبيمينهم تتفتق البحور، إنهم المضرورون في الأطعمة واللباس، المبرورة أقسامهم عند النازلة والبأس، نظروا إلى باطن العاجلة فرفضوها، وإلى بهجتها وزينتها فوضعوها".
وقيل: "التصوف ابتغاء الوسيلة، إلى منتهى الفضيلة".
وقيل: التصوف الجد في السلوك إلى ملك الملوك.
وقيل: "التصوف قطع العلائق والأخذ بالوثائق".
وقيل: "التصوف الانكباب على العمل تطرقا إلى بلوغ الأمل".
وقيل: "التصوف الأخذ بالأصول، والترك للفضول، والتشمير للوصول".
وقيل: "التصوف الموافقة للحق، والمفارقة للخلق".
و قال الإمام الشعراني رحمه الله في كتاب لواقح الأنوار القدسية: "إياك أن تقول إن طرق الصوفية لم يأتِ بها كتاب ولا سنة فإنها أخلاق محمدية".
ونذّكر بكلام الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله الذي قال"إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تبارك وتعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير ، وأن طريقهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزكى الأخلاق ، بل لو جمع عقل العقلاء .. وحكمة الحكماء.. وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه لم يجدوا إليه سبيلا".

الشكينيبه الشكينيبه

تقع مدينة الشكينيبة في السودان في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة المناقل على بعد تسع كيلو ترات منها . و لم تشتهر إلا بعد مجيء الشيخ عبد الباقي المكاشفي إليها في عام 1910م.تبلغ مساحتها حوالي 60.000 متر مربع ، و يقدر عدد سكانها حوالي 5.000 نسمة. و يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة والرعي وعلى تجارة حول مسيد الشيخ المكاشفي.تعددت الأقوال في أصل الاسم فقيل اسم الشكينيبة من نشكو نوائبنا إلى الله - من قول الشيخ المكاشفي- وقيل من الشكنابه وهي قرعة اللبن عند أهل المنطقة.
حط الشيخ المكاشفي رحاله بها وعمرها و حفر البئر وبنى المنازل. وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده وبنى حوله الخلاوى و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير، فأصبحت الشكينيبة مركز القاصدين ومورد الطالبين، و اجتمع فيها أعداد كثيرة من الأجناس المختلفة. فإذا جئت إليها واقتربت منها ترى الناس ينحدرون إليها من كل الجهات ما بين راجلين وراكبين على أشكال عديدة وقد امتلأت منهم مساحات كبيرة وإذا دخلت البلدة وجدت الخلاوي مزينة بطلاب القرآن و العلوم الشرعية ووجدت حلقات الذكر تعج بالذاكرين ووجدت دور الضيافة قد ملئت بأهل المقاصد المختلفة.
و تعد الشكينيبة من أكبر الصروح الدينية والمعالم التاريخية التي ساهمت ومازالت تساهم في دفع حركة التعليم والإرشاد الديني في البلاد وقد ارتبط اسمها في أذهان جميع الناس باسم الشيخ عبد الباقي المكاشفي" رضي الله عنه " وما إن يذكر أسم الشكينيبة إلا ويذكر علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والروحية وغيرها من الأمراض المستعصية فقد جعل الله فيها سراً عظيماً ألا وهو الشيخ عبد الباقي المكاشفي و خلفاؤه الوارثون علومه.
خلاوي القرآن:
والحمد لله الذي أوقد نار تعليم القرآن بالشكينيبة وجعلها أرض مباركة طيبة وجعلها أرض ذكر ، و الشكر بعد الله للشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي بنى الخلاوي وقام على أمرها والذي علم الناس كتاب الله وأرشدهم إلى سبيل الخير و الصلاح و جاء بالعلماء و الحفظة وكفل أمرهم .
والحمد لله ثانياً إذ أنها مازالت إلى اليوم بفضل أبناء الشيخ وأحفاده الوارثين علومه قبلة الطلاب إذ يرسل الناس أبناءهم إليها ليحفظوا و يتعلموا كتاب الله تعالى. وليس هذا فحسب بل يزيد المشايخ على هذا كفالة اليتامى والمساكين وإرسالهم إلى المدارس والجامعات ليكملوا مسيرة تعليمهم. و خلاوي الشكينيبة واحدة من المعالم البارزة التي توحي إلى خصوصية البلدة ،ولقد تخرج منها رجال ومشايخ كثيرون ، وعند الحديث عن خلاوي الشكينيبة لابد من الإشارة إلى الخلاوي الأخرى التي قامت في مسائد و زاويا السادة المكاشفية و سارت على ذات الطريق.
ألا جزاء الله الشيخ عبد الباقي المكاشفي وأبناءه وكل المشائخ القائمين على أمر الخلاوي و تحفيظ كتاب الله خير الجزاء
الليالي و حلقات الذكر:
عند الكلام عن الشكينيبة لابد من الكلام عن إحياء الليالي وإقامة حلقات الذكر كإحياء ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع في الشكينيبة وفي مسائد المكاشفية الأخرى.و في الشكينيبة خاصة تقام الاحتفالات الدينية الكبيرة التي يأتي إليها جميع أحباب ومريدي الشيخ من شتى أنحاء البلاد كعيدي الفطر والأضحية المباركين وليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب وتسمى " الرجبية" وهي من أكبر المناسبات بالمسيد و كذا الاحتفالات بمولد سيد البشرية" عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم " والاحتفال بليلة عاشوراء وليلة من النصف من شهر شعبان وكذا الحوليات وغيرها من المناسبات.و الذكر العام عند السادة المكاشفية ذكر جماعي بالاسم المفرد اسم الجلالة " الله الله " في شكل حلقة دائرية يتوسطها الرواة " الشعار" حاملي الدفوف " الطارات " يمدحون المدائح النبوية التي تحمل في طياتها صفات الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" وتبين فضله و مكانته عظم رسالته التي حث الناس بالتمسك بآدابها وهديها، وهنالك أيضاً القصائد التوحيدية والقصائد القومية التي تروي قصص الأولياء و الصالحين الذاكرين المخلصين الذين جدوا في السير إلى مولاهم. ويقود الذكر شيخ ومن حوله المريدين والمحبين في شكل دائري ويسمون بـ " الاوتاد" لا يتعالى بعضهم على بعض ولو بأطراف الرؤوس كما جاء في نصائح الشيخ " رضي الله عنه " يترنحون شجناً ومحبة بالله الواحد الأحد العظيم ويتمايلون وجداً تمايلاً مصحوبا بالذكر " الله الله " أهزوجة روحانية تبعاً لإيقاعات النوبة والدفوف والكاسات ، تارة بإيقاع خفيف بضربات سريعة متلاحقة وتسمى " الحربية" أو " الخفيفة " وتارة بإيقاع ثقيل ضربة إثر ضربة وتسمى بالثقيل أو " الثقيلة" وهناك إيقاع آخر لا هو بالثقيل ولا هو بالخفيف ويسمى " بالشامية" أو المتلوتا."وبالذكر ومدح المصطفى ومدح أهل الله والإبحار فيهم تسمو أرواح الذكرين وتعلو حتى ترى من بعضهم حالا لا يدركه عامة الناس
الحفير :و عند الكلام عن الشكينيبة و عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي لابد من الكلام عن الحفير المباركة التي تقع شرق المسيد والتي قام بحفرها الشيخ ومريدوه ما بين عامي 1927 –1928م وتبلغ مساحتها مايقارب خمسة أفدنة تقريبا. تعتمد هذه الحفير المباركة على مياه الأمطار التي تصب وتتجمع فيها في فصل الخريف ، و تظل المياه بها في الغالب طوال أشهر السنة ومن ثم تتجدد في موسم الخريف ، ومن حكمة الله أن مياهها تظل خالية من كل التغيرات و من نواقل الأمراض وقد أكد ذلك بعثة معمل " إستاك" بالخرطوم وبعثة كلية الطب بجامعة الجزيرة الذين زاروها وفحصوا ماءها واكتشفوا أنها من أصح المياه الطبيعية .وهي تلعب دورا مهما في تخفيف عبء معاناة المياه في المنطقة وتشكل هذه الحفير معلما بارزا لكل الناس وهي إرث تاريخي تليد خلفه الشيخ أجراً وصدقةً جاريةً ، وفيها بركة وخير للناس ومنها طينة الحفير التي يتداوى بها الناس وهي إحدى كرامات الشيخ المكاشفي.و لا يقصد أحدا الشكينيبة إلا وكانت زيارة الحفير إحدى اهتماماته فهي مثار عجب ودهشة ، ولقد شهدنا فيها الكثير من العجائب و الغرائب.
ومن المعالم والمنارات الواضحة في الشكينيبه القباب حيث أن بها ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ذاك الصرح الذي حوى الفخار و الأسرار و المعاني. وإلى جانبها تجد قبة الشيخ عبد الله وقبة الشيخ الطيب و قبة الشيخ الجيلي رضي الله عنهم وهي منارات يردها الزوار وينهلون من خيراتها ويشهدون أسرارها وهي توحي على صوفية البلدة و صلاح أهلها.

الطريقه القادريه المكاشفيه

الطرق الصوفية على العموم مدارس واضحة المعالم لكل ذو بصيرة نافذة و عقل منير وذوق رفيع ، أنشأها علماء ربانيون سالكون طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم ، قائمون بأمره ، مرادهم إرشاد العباد إلى طريق مولاهم ، و غاية سالكيها السير للوصول إلى معرفة الله على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.والطريقة منهج سلوكي تربوي يدل و يهدي إلى سبيل الرشاد غايته تزكية النفوس و السمو بالأرواح إلى مدارج سير الكمال و إدراك مقام الإحسان وهو منهج يقترن فيه العلم بالعمل قائم على كتاب الله و سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأصوله التوبة والخوف والرجاء والحزن والقناعة والزهد والورع والتوكل والصبر والشكر ومجاهدة النفس والرضاء بالقضاء وترك الإلتفات لأحوال العباد وآداء الحقوق.وهي طريق معلوم لدى سالكيه يرشدك ويدلك وينير لك مسالكه و دروبه شيخ عارف بالله خبير بطب القلوب ، و يتم الانتماء إليها بأخذ العهد و قد قال الله تعالى " الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فأسأل به خبيرا " الفرقان 59 ، وقال تعالى" أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسالكم عليه أجراً إن هو إلا ذكر للعالمين" الأنعام 90 وقال تعالى " قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا" الكهف 66 ، و الانتماء للطريقة يعني الالتزام بكتاب الله و سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إذ أنها في حد ذاتها مستمده من الكتاب والسنة .وفي الطرق الصوفية تجد الصحبة الصادقة التي لها أثر عميق في أخلاق المرء وسلوكه إذ أن الصاحب يتأثر بصفات صاحبه ،و الإنسان إذا اختار صحبة أهل الإيمان والتقوى و الاستقامة فلا يلبث أن يقتدي بهداهم و يسمو و يرتفع إلى أوج علاهم و في الحديث قال صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).وقال الشاعر إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى في الردى عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
و الطريقة المكاشفية هي إحدى هذه الطرق الصوفية أرسى قواعدها ووضع أساساها و بين أصولها و آدابها للسالكين قولاً وعملاً الشيخ العارف بالله عبد الباقي المكاشفي وكذا بين لوازمها و بين طريقة الإتباع. وقد ألف الشيخ لسالكي هذه الطريقة خاصة ولعموم الناس عامة مؤلفات في كل ما يحتاجون إليه من علوم التوحيد والفقه و التصوف كي يتعلموا أمر دينهم قال تعالى " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " التوبة 122. ومنذ نشأتها عام 1311 هـ حتى يومنا هذا هي منارة للإرشاد بفضل الأستاذ الشيخ المكاشفي رضي الله عنه الذي علم القرآن وعلوم الشريعة و أرشد العباد ودل على طريق الله القويم و أقام المساجد و الخلاوي وكذلك بفضل أبنائه الأبرار الوارثون علومه وتلاميذه الأكابر الذين صدقوا مع الله فعرفوا سبل الوصال. الطريقة المكاشفية لها دور ثابت و فعال في نشر الإسلام في بقاع الأرض المختلفة والفضل في ذلك يرجع إلى نهج الطريقة الذي يعي الواقع و يواكب حركة الإيقاع الدعوى العالمي و الذي يتفهم ما تتطلبه الدعوة من وسائل حتى تنفذ إلى أبعد مكان ، ذلك النهج الذي تذوب فيها النظرات العرقيه وتتلاشى فيه الحواجز و الفرو قات الاجتماعية بفضل تعاليمها وآدابها المستمدة من الكتاب والسنة .
ولأنها تدرك تماماً أن العمل الدعوى هو عمل الأنبياء والمرسلين ربت الطريقة أبناءها و تلاميذها واعدتهم إعدادا ً تاماً ليقوموا بأعباء الدعوة و نشر الإسلام و ربتهم على الصبر والمثابرة وعلى تحمل الأذى والبلايا الناتجة عن اختلاف المفاهيم وأورثتهم الحكمة وزودتهم بنور البصيرة حتى يصلوا لمقصدهم و كذا ربتهم على العزلة حتى يكون متنزهين عن الضغائن وأمراض المجتمعات وحتى يروضوا أنفسهم على اقتحام المشاق وكذا ربتهم على الزهد ليكون الفرد منهم مستغنياً عما في أيدي الناس و ربتهم على الكرم و العطاء و على المسامحة حتى إذا أدرك الفرد منهم هذه الصفات و الخصال صار يمتلك خصال الداعية الناجح و أصبح ذو تأثير على من حوله.
و تبيانا لآداب هذه الطريقة وبيانا لتعاليم هذا المنهج السلوكي التربوي الذي غايته السير إلى معرفة الله ونيل رضاه جل وعلا نذكر نصائح الشيخ المربي عبد الباقي المكاشفي.

النصيحة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الطول الصميم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي القدر الشميم، وبعد:
فمن المتصل بأعذاره، إلى عالم جهره وأسراره، عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي، وإلى كافة عباد الله المؤمنين، الذين يقبلون النصيحة، وخصوصاً من أنتسب إلى طريق القوم، الذين هم خالون عن اللوم، من مريدين ومقاديم و مشايخ: أيها الأخوة إنني لست بأفضل منكم، بل غبار حذائكم، ولا أزكى نفسي، ولكن ينبغي لمدير الكأس، أن ينهي الجلاس، عن التكالب على الدنيا، لأنها ليست من شئون الطائفة الجنيدية، التي هي صفة من كنه الأخيار، تدثرت حلل الأنوار، وصحت معاملتها مع مولاها، وكشف لها واقع الأنوار وأراها، وصارت مقبلة عليه، ونبذوا الدنيا وراء ظهورهم، وعملوا لتوسيع قبورهم بالعمل الخالص، فكيف بنا نحن وقد صار تعبنا إلى بطوننا، والقلوب اشرأب عليها سحائب الران، ومع ذلك تعلمون علماً محيطاً أن الدنيا كالسراب يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وأنها لم تزن عند الله جناح بعوضة، وقد ذمها الله تعالى: {ما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو}، ومع ذلك ضمن لنا الرزق، ولم يضمن لنا الجنة، قال تعالي: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}. وقد علم لديكم أن الإنسان إذا ركب الريح، لركب الرزق البرق ولحقه، وقد قسمه الله على ثلاثة أقسام: قسم لأعدائه يتمتعون به، وقسم للمتقين يتزينون به، وقسم للمؤمنين يتزودون به، فما لكم إلا الزاد، فهيا بنا إلى عمل الآخرة، فأن الدنيا عن قريب تمس بنا سافره، فما لي أراكم معرضين عن دار الكرامة، ومقبلين على دار المصائب والندامة، {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} هيهات بين دار المتقين مع دار الظالمين، فينبغي لنا أن نجعل همنا في الله، عسى ولعل أن يكفينا سائر الهموم، وأن نجعل القناعة شعارنا ودثارنا، لأن من تمسك بها سما إلى ذروة المجد، قال تعالى مادحا القناعة: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} وقد أجمع المفسرون على أنها القناعة، وفي التوراة: القانع غني ولو كان جائعاً، فما دام أنتم منتسبين إلى هذا المقام، فلا تدنسوا دينكم بنيران الحطام، وإياكم والتواضع لأبناء الدنيا وقد ورد أن من تواضع لغني، ذهب ثلثا دينه، وأنهاكم عن الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور وقذف المحصنات والنظر إلى المحارم، فإن من ملأ عينه من محرم ملأها الله من حميم جهنم، والعياذة بالله، وأحذركم من اللغو والجدال والاشمئزاز والكبر والبطر والخلابة والبخل وكل ما ينهى الشرع عنه، وأحثكم على تقوى الله والشفقة على خلقه وخفض الجناح ولين الجانب وتوقير الكبير وابتداء السلام والتوسط في كل أمر والرضا بما أراد الله والوقوف عن كل ما نهى عنه خصوصا مخالطة النساء، وعليكم بالتأثير فإن القوم كان دأبهم التأثير، وعليكم بالجار ولو ذمي فتحملوا أذيته، وإياكم والوقوف على أبواب السلاطين والتطلب منهم، ولا تشكوا أمر لغير الله قط، فإن الله يوكل العبد إلى نفسه، ما دام يشكى لغيره، وحسنوا ظنكم في الله، وعليكم بالنوافل من صلاة الليل، والاستغفار ولو ألفا، وقد ورد: من أستغفر سبعين مرة كتب من المستغفرين بالأسحار، والصلاة الأنسية والتهليل، ليكن دأبكم الحديث: من كان أخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة.
والدكم: عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي
النصيحة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حمد ذاته بذاته ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، معدن سره ومهبط هباته، ورضي الله تعالى عن صحابته الأكرمين، الذين قاموا بأعباء الدين، وأسسوا دعائمه وتحملوا مشقاته، وعن الأئمة التابعين المهدين، الصوفية الصلحاء العلماء العاملين لوجه الله رب العالمين.
فأقول وأنا الفقير العبد المفتقر إلى الله، عبد الباقي عمر أحمر المكاشفي:
أما بعد فإلى كافة عموم المشايخ والمقاديم والمريدين الصادقين: أعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، فقالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولجماعة المسلمين، وعليه أوصيكم بتقوى الله تعالى، وإتباع الكتاب والسنة، وملازمة الأذكار، والأكل من الحلال، أخدموا لدينكم، ولا تكلفوا الناس، وأعلموا يقينا أننا عبيد الله، تجمعنا الطاعة، وتفرقنا المعصية، وعليكم بملازمة الأوراد والعزلة والجوع، فإن البطنة تذهب الفطنة، وإياكم والمزاح، فإنه بذرة العداوة، واستعينوا بالصبر في كلا الحالتين الشدة والرخاء، وعليكم بمواساة الإخوان وحسن المعاملة مع الجار وإكرام الضيف والحب والبغض في الله، وعليكم بترك الحقد والحسد، فإنهما يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب، وأوصيكم بالزهد والورع وترك الغيبة والنميمة، وإياكم وسفاسف الأمور، وعليكم بالعفاف، تكونوا عراف، واجتنبوا مخالطة النساء فإنهن حبال الشيطان وشركه الذي لا يخطي ، وقد جاء: (ما خلا رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، وقال صلى الله عليه وسلم: "عفوا عن نساء الغير تعف نساؤكم" وقال: "إن المؤمنين كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض"، وقد جاء أيضاً: "إن المؤمن مرآة أخيه"، فسيروا بسير سلفكم الصالحين وأوليائكم الناصحين، وأعلموا أن أصل الطريق الأدب والتواضع والانكسار لله لا لعلة أخرى، ومتى خلا المريد والشيخ والمقدم من الأدب فأنه من الصواب بمعزل، وكونوا رحماء بينكم، فليكرم صغيركم كبيركم، وليرحم قويكم ضعيفكم وغنيكم فقيركم، فإن الراحمون يرحمهم الرحمن، وعلى المريدين الصادقين أن يتأدبوا مع الله بترك محارمه، ومع الرسول بإتباع ملته: (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله)، ومع المقاديم والمشايخ فيما يأمرونهم به من الخدمة وآداب الطريق، فان خدمة الإخوان أصل في طريق الرحمن، وعليكم بالصبر والزكاة والصيام والحج إن استطعتم إليه سبيلا، وعليكم بجهاد النفس لأنه الجهاد الأكبر، وأوصيكم أحبابي فادفنوا وجودكم، تنبتوا نباتا حسنا، ومتى خلا المريد من الأدب فأنه لا يشم رائحة الطريق، فحسنوا ظواهركم بالأدب، وبواطنكم بالتقوى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وأوصيكم بصلة الأرحام فإنها منعمة في الأجل، والزموا بر الوالدين، واتقوا الله في النساء فأنهن ودائع الله عندكم، قال صلى الله عليه وسلم: "أكثركم إيمانا أكثركم إحسانا إلى أهله"، وأعلموا أن المريد بلا أدب، كالنبات بلا ثمر، طالما ذكرتكم فلم تنفع الذكرى، قال تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}، وكثيراً ما قلت فلم أر لقولي أثراً ولا لنصحي متحصلاً، قال تعالى: {وتعيها أذن واعية} وفيم التهاون بأمر الله ورسوله، والتكالب على الدنيا وحب الراحة، وعن قريب يصير الواحد منكم ترابا، وتعود الديار خرابا، وأوصيكم بالسمع والطاعة لولاة الأمور منكم، وأداء ما لهم عليكم وأرجو أن تصغوا لقولي وتعملوا بنصيحتي، حتى أرى لها أثراً ونتيجة تحمد عاقبتها، وإنني أتبرأ من حولي وقوتي، وأعتصم بحول الله وقوته، وأساله العفو والمغفرة، وأساله أن يكون آخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
والدكم: عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي
النصيحة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأواه، وعلى آله وصحبه وجميع من والاه.أما بعد:
فيا أيها الأخوان المشايخ والمقاديم والمريدين، أحبابي بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته لديكم أوصيكم بتقوى الله تعالى، فأنها باب السعادة ومفتاح الوصول إلى الله عز وجل، وهي أن تفعلوا ما أمر، وتجتنبوا ما نهى عنه، أما الذي أمركم به فالقيام بالصلوات الخمس في أوقاتها بشروطها وآدابها، ودفع الزكاة للفقراء والمساكين، وهي قرينة الصلاة، ومن لم يعط الزكاة لن تقبل صلاته، وهي في المواشي والنقود بمرور الحول، وفي سائر الحبوب بالحصاد، والتوجه للحج للمستطيع القادر، وكذلك صيام شهر رمضان. هذا ما أمر الله به، أما ما نهى عنه فترك الصلاة ومنع الزكاة وشرب الخمر والربا وقذف الحرة وإيذاء المسلمين باللسان وغير ذلك. هذا ما أوصيكم به، فبتقوى الله فاز من فاز، وبتركها هلك من هلك، ولكم عبرة وموعظة بما جرى في الأمم الماضية والقرون الخالية، وكل ذلك مذكور في القرآن العظيم، ثم أوصيكم أحبابي بالأدب ظاهراً وباطناً مع الله وأوليائه وعامة الناس، بالتخلق بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم، وللمريدين آداب خاصة بالطريق، من لم يقم بها لم ينل شيئاً، كالقيام بحق الشيخ وحق الذكر وحق الأخوان وحق العامة، فأما حق الشيخ فطاعته في جميع ما أمر، وترك كل ما نهى عنه، ظاهراً وباطناً في الغيبة والحضور، امتثالا لأمر الله تعالى، لأن الشيخ خليفة الله ورسوله في الأرض، ومنهما يتلقى عنهما ما شاء الله، وإن كنتم لا تدرون، فعليكم بحب الشيخ حباً خالصاً، لأن حب الشيخ هو الطريق لوصول المدد إلى قلب المريد، لإجلاله وتوقيره على وجه الكمال. أما القيام بحق الذكر فالطهارة الحسية والمعنوية، من الحدث والخبث والرياء والغيبة وسائر العلل القادمة، وينبغي أن يكون الذكر حبا في الله لا لغرض من الأغراض الدنيوية أو الأخروية، وعلى الذاكر أن يلاحظ صورة الشيخ لأنها تطرد الشيطان الرجيم، وعليه أيضاً أن يتدبر معنى الذكر في ذهنه فمعني لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله، وأما القيام بحق الأخوان فالمحبة والمباسطة وحسن اللقاء والبشاشة والإيثار بكل شيء، وحفظ مقام كل واحد بما منحه الله تعالى، وفي حالة البعد عنكم بإرسال الجوابات بالسلام والدعاء بظهر الغيب، فإنه مستجاب كما في الحديث، وعليكم بنشر فضائل إخوانكم، وستر عيوبهم، وكذلك التهادي فإنه الهدية تغرس الود في الصدور، والتعاون على أسباب العبادة ووجوه الذكر مثل السبحة والإبريق، أما القيام بحق العامة فإفشاء السلام وبذل الطعام والنصيحة والشفقة وكف الأذى وعدم التكبر وأسباب البغض والشحناء، قال سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله ثراه: ما نلت هذا المقام بصيام أو قيام، ولكن نلته بالكرم والتواضع وسلامة الصدر واحتمال الأذى. وقال أيضاً أعاد الله علينا من بركاته: من وقر كبير المسلمين ورحم صغيرهم يرافقني في الجنة. وفقنا الله والجميع للطاعات وعصمنا من المخالفات، وعاملنا بحلمه وكرمه، إنه سميع الدعوات، آمين.
والدكم: عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي
النصيحة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
{يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته} و{اتقوا الله ما استطعتم} ومن قول الحديث: من يتكفل لي ما بين لحييه ورجليه أتكفل له بالجنة، والسنة شاهدها لا يخفى عليكم، ثم أوصيكم بصيام شهر رمضان، وإياكم والرخص والتي هي من تبعها رخص، وأوصيكم بزكاة الفطر خمسة أرطال وثلث قبل الصلاة، وأوصيكم بالزكاة لأن الصلاة لا تقبل إلا بعد الزكاة، وقد يضرب بها وجه صاحبها كالثوب الخرق يوم القيامة، وقد جاء النص في القرآن الكريم: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}، الحديث: "ما من أحد ملك غنماً أو بقراً أو إبلاً ولم يزكها إلا جاءت يوم القيام أقوى منها في دار الدنيا لها قرون تنطحه بقرونها وتدوسه بأظافرها وهو يستغيث ولا يغاث ثم تصير سباعاً وذئاباً تعاقبه فـي النار، وأعلموا أن مـانع الزكاة لا يقبـل الله منـه صرفاً ولا عدلاً ولا حجاً ولا صدقة ولا مواصلة رحم، وهو مطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى، ومانع زكاة الغنم يحمل يوم القيامة شاه ولها رغاء كالرعد، وثقلها يعدل الجبل العظيم، ويخوض العرق حتى يدخل نار جهنم، ومانع زكاة البقر يجعل الله بقرونها نارا، فتنطحه بقرونها وتدوسه بأظافرها فيندم ولا يفيد الندم، ويقول يا ليتني لم يكن عندي بقراً، ومانع زكاة الإبل يجعل الله لها قرون فتنطحه، وتطأه باخفافها حتى تلصقه على الأرض، ويقول يا ليتني لم أك بشرا، ومانعو زكاة الذهب والفضة تكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ويطوقون بها في رقابهم بها نار، وأوصيكم بالجار واليتيم ومواصلة الأرحام، لأن الرحـم ينطق يوم القيامة بلسان فصيح ويقول: إن فلان قطعني فأدخله في النار، وفلانا وصلني فأدخلـه الجنة. وأوصيكـم بتارك الصلاة لا تأكلـوا معه لينا ولا يابسا ولا تزوجوه ولا تقضوا حاجته لأنه أبعد ما يكون من رحمة الله تعالى، وقال تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}، وقد حلف الله بعزته وجلاله أن شارب الخمر إن لم يتب منها، لأسقينه من طينة الخبال، وهي عصارة أهل النار من القيح والصديد، وإن تاب منها حلف الله أن يسقيه من حظيرة القدس، قيل وما حظيرة القدس؟ قـال: أعلى الجنة. وأوصيكم ببر الوالدين فإنه مـن أعظم القربات: {وقضي ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، وأعلموا أن بين البار لوالديه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة، وبين العاق لوالديه وبين إبليس في النار درجة واحدة، لأن حقهما واجب شرعا، ومن لم يرضهما لم تنفعه صلاته وصيامه وحجه وعمرته ولا صدقته ولا جهاده حتى يرضيهما، وأوصيكم بأولادكم ونسائكم وأمروهن بالصلاة والصيام والذكر وقيام الليل ونوافل الخير، وأحذركم من الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور وقذف المحصنات ومجالس السوء والضلال، فإن الطبع يسرق الطبع والعبد لا يدري. وأحذركم من مجالس السوء لأنها كالكير إن لم يحرقك بناره علق فيك رائحته. وأوصيكم بالاستغفار في الأسحار، وزيارة الصالحين والأخوان في الله وعيادة المريض وتشييع الجنائز وإكـرام مداح خير الأنام بالاحترام والفـراش والطعام والهـدية علـى حسـب ما استطعتم، وتفقدوا فـي الليل والنهار ضعفاءكم، والراحمون يرحمهم الرحمن، أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وأوصيكم بالشفقة على الخلق، فإن من بات شبعان وجاره جائع فإنه أكبر محنة، وأوصيكم أخر المجالس بـ: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءا وظلمت نفسي، فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). وأوصيكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مجالسكم، وقد ورد: ما من مجلس يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا خرجت منه رائحة طيبة، تبلغ عنان السماء فيقولون هذا مجلس صلى فيه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما من مجلس لا يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم إلا تفرقوا عن أنتن من جيفة حمار. هذه وصيتي لكم أحبابي، وقد أنصحكم وليس بعد الإنذار مـن ملام، وإني لمسئول عنكم غدا بين يدي الله تعالى، فأقول: يا إلهي وسيدي قد أعلمتهم ونصحتهم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وبالله التوفيق.
والدكم: عبد الباقي المكاشفي
النصيحة الخامسة بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله له الغني المطلق، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق وعلى آله وصحبه الفائزين بالمقام الأسبق. أما بعد:
فإلى كافة الفقراء وخصوصا المشايخ والمقاديم والمريدين، أحبابي بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته، أوصيكم بتقوى الله تعالى، وأحذركم عن المعاصي وأحثكم على صلاة الجماعة والراتب صباحاً ومساء، والعدد في السحر والصمت والعزلة وترك الغيبة والنميمة وعدم التواضع للأغنياء وأولياء الذوات، وقال صلى اله عليه وسلم: "من تواضع لغني ذهب ثلثا دينه"، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لأن أقع من فوق قصر فأتحطم أحب إلى من مجالس الأغنياء، لأني سمعت رسول الله صلـى الله عليه وسلم يقول: إياكم ومجـالس الموتى، قيل: وما مجالس الموتى يا رسول الله؟ قال: الأغنياء، المراد بهم ميتو القلوب بذكر الدنيا، ولن يحصل لكم شيء إلا ما كتب الله لكم في الأزل، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: مفتاح الجنة الجوع ومفتاح النار الشبع، وعليكم بذكر الله سراً وعلناً، وإن الغيبة والنميمة مبعدات عن الله، والنظر إلي محارم الله حرام شرعاً، وقد حكي عن بعض العارفين قال: إذا رأيتم الرجل لم يقنع بما عنده، ولم يصبر على ما قسم له الله، فأعلموا أنه قد هلك في وادي الغضب والبوار، فما دمتم كذلك وأنتم منتسبون إلى أهل الله فعار عليكم تطلب أبناء الدنيا، وعليكم بمواخاة أبناء الآخرة، والتخلق بأخلاقهم والمزاورة في الله، وإن الأخ إذا جاء إلى أخيه زائر فليكرمه بجرعة ماء أو بليلة، فمن نبش أخيه بعد هذا فليس له نصيب في الطريق، لأن هذا طريق الله ورسوله، وإذا شتمكم أحد فتحملوا أذيته، وألينوا له القول، وأميتوا له نفوسكم، قال صلى الله عليه وسلم: موتوا قبل أن تموتوا، وأعلموا أن الموت علي أربعة أقسام: أسود وأبيض وأحمر وأصفر، فالأسود تحمل أذية الخلق، والأبيض الجوع، والأحمر مخالفة النفس عن هواها أي المعصية، والأصفر الرضا بالكسوة ولو شملة. وبعد هذه الأربعة تقطعوا العقبات، ويصير عندكم الحلو والمر سواء، وترتاحوا الراحة الأبدية، وتذوقوا اللذات السرمدية، ويحصل لكم الفتوح، وفقني الله وإياكم على كل خير، فهذه نصيحتي لجميع المحبين و السلام عليكم.
الفقير لله عز وجل والدكم عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي
النصيحة السادسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:إلى كافة المريدين والمشايخ والمقدمين أوصيكم بالحضور في الذكر وعدم الغفلة، والتماسك باليدين وإذا دخلتم في الذكر فأدخلوا أربعة لا يزيدون على ذلك، بإطراق الرؤوس والخشوع لله، والنساء بعيد عنكم، وخصوصا الزغاريد لا تكون بل ممنوعة البتة، الحديث: "باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء" وإياكم والنظر إليهن، والذين يريدون أن يجتمعوا معهن، فعملهم محبوط، والله جل شأنه لا ينظر إلى عمل أشرك فيه غيره، فاذكروا الله بصدق يذكركم بفضله ونيله وجزيل عطائه في دار ثوابه.
والدكم: عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي
النصيحة السابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل لكم من الماء كل شيء حي، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يطوي السماء طي، أما بعد:
إلى كافة الأحبة أعلموا أن أجر الماء من أعظم الأجور، وأن ساقي الماء غداً له عند الله منزلة عظيمة، الحديث: "تمنى جبريل عليه السلام أن ينزل من السماء ليسقي الماء ويصلح بين المتشاحنين"، وورد من سقى الماء كافرا كأنما صام سنة ، ومن سقى مؤمنا كأنما صام سبعين سنة ، وورد من سقى الماء مؤمناً أظله الله في عرشه يوم الحشر يوم لا ظل إلا ظله، وأن منفق الذهب والفضة لا يساوي ساقي الماء والطعام، فهيا بنا إلى طريق الرشاد، وهـيا بنا إلى طريق نيل المراد، طوبى لمن خلص عمله إلـى الله، فبشراكم وبشراكم بنص قوله تعالى :(إنا لا نضيع أجر من أجسن عملا)

والدكم: عبد الباقي عمر أحمد المكاشفي
النصيحة الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعــد:
فإلى كافة عباد الله المؤمنين الذين تجب عليهم الزكاة: أحبابي، إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: {أقيموا الصلاة وأتوا الزكاة} فإن الرجل إذا صلى ولم يؤت الزكاة فلا صلاة له، ومن صام ولم يؤت زكاة الفطر فصيامه معلق بين السماء والأرض، وإن مانع الزكاة من الغنم يحمل يوم القيامة شاه على ظهره، لها رغاء وثقل يعدل الجبل العظيم، ومانع زكاة البقر تكون أحسن ما يرغب في دار الدنيا فتنطحه بقرونها حتى يقضي الله في الحساب، ومانع زكاة الإبل يجعل الله في محله زلقة فتطاه بأخفافها حتى يلصق على الأرض وهكذا في العذاب إلى أن يقضي الله سبحانه وتعالى من الحساب، ومانع زكاة الذهب والفضة يطوق بهما في رقبته كالثعبان، وينادي بالويـل والثبور حتى يقضي الله تعالى مـن الحساب. فيا أيها المغرور، أتظن الدنيا دار سرور، بل دار غرور، قشور وكدور، فأوصيكم بتقوى الله والقناعة وطاعة الله في السر والعلن وذكر الله، لأن الذاكرين لهم عند الله شأن عظيم، وذلك فـي الفضل كالشجرة الخضراء في الشجر اليابس، وأوصيكم بمحبة بعضكم ومواصلة الأرحام، وأنهاكم عن الغيبة والنميمة والكذب فإن الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا وتحروا الصدق فإن الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صادقا، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تهب ريح على أهل النار فيقولون ما رأينا أشر من هذه الريح فيقال لهم: هذه ريح الذين يغتابون الناس في الدار الدنيا" وعليكم بإكرام الضيف بحسب ما يوجد ولا كلفة، الحديث: "أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف"، وقد أنصحتكم والله يسألني عنكم يوم القيامة فأقول يا رب أنصحتهم بكتابك وقول رسولك والسلام
والدكم : عبد الباقي عمر احمد المكاشفي
النصيحة التاسعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المغني لمن ارتجاه، وقصد بابه ورفض ما سواه، والصلاة والسلام على محمد مصطفاه، ومن تبعه إلى يوم لقاه، أما بعـد:
إلى كـافة المريدين الذين يرغـبون ما عند الله ورسوله: أحبابي، إن الرزق بيد الله ليـس لأحد أن يرزق، وليس لأحد أن يضر أحدا، ولا أحدا، أن ينفع أحد غير الله، ومن التجأ لغير الله فقد خسر خسراناً مبينا، وقد غطى على قلوبكم الران وضعف منكم الإيمان، في معنى الحديث: "من جعل الدنيا همه شتت الله شمله وفرق أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قسم له في الأزل ومن جعل الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا راغمة، وقد سمعت من بعض المشايخ المباركين على أيدينا قولا فظيعا يشيب منه الوليد، ويلين منه الحديد، حيث لم يرض بالقسمة الأزلية، ولم يحسن ظنه في رب البرية، ومع هذا تُدْعَوَْنَ المُرِيدُونْْ، وفي بعض الكتب: بعد ثلاث إذا قال أنا جائع فالزمه السوق، وأما تعبكم لأولادكم بالكسب الحرام الباطل فيتبرءون منكم يوم القيامة ويقولون: آباؤنا قد أكلونا الحرام، فخافوا الله واقنعوا واكدحوا بأيديكم، في الزبور: حرك يمينك أعينك، وما حملني على هذا إلا أنكم لم تعذروا أحد ولو زائراً، فأنتم ليسوا من الفقراء وما هكذا حال الفقراء، قال تعالى: {الفقراء الذين أحصروا فـي سبيل الله لا يستطيعون ضربا فـي الأرض يحسبهم الجـاهل أغنياء مـن التعفف} فيا لها من مزية، فمن صبر معنا يأتيه رزقه، ومن لم يصبر فنحن مصرحون له حيث لم يقبل عذراً ، الحديث: "من اعتذر إلى أخيه ولم يقبل يأتي يوم القيامة على الحوض ولم يقبل الله عذره"، وأستغفر الله لي ولكم والسلام.
كاتبه الفقير إليه جل وعلا : عبد الباقي عمر احمد المكاشفي


و قال سيدي الشيخ عبد الباقي المكاشفي موضحا شروط المريد:
(ينبغي للفقير أن يكون جوال الفكر، جوهري الذكر، جميل المنازعة، قريب المراجعة، لا يطلب من الحق إلا الحق، ولا يتميز إلا بالصدق، أوسع الناس صبراً، وأقل الناس ضجراً، ضحكه تبسم، وإستفهامه لله تعلم، كثير العطاء، قليل الأذى، شاكـراً للغافل، معلمـاً للجاهل، لا يؤذي مـن يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ورعاً من الحرمات، متوقفاً عن الشبهات، عوناً للغريب، أباً لليتيم، مشغولاً بفكره، مسروراً بفقره، لا يكشف سراً، ولا يهتك ستراً، حزنه في قلبه، وبشره فـي وجهه، تأمن بـواثقه الجيران، لا سباباً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حسوداً، لطيف الحركة، تامي البركة، سخيـاً بالفائدة، طيب الأعراق، حسن الأخلاق، لين الجانب، جميل النعت، حليماً إذا جهل عليه، صفوحاً عمن أساء إليه، لا يكون عنده جحود، ولا لنار الحق خمود، لا كفوراً ولا حقـود، يجل الكبير، ويـوقر الصغير، أميناً في الأمانة، بعيداً عن الخيانة، خلقه الحياء، إلفه التقى، حركاته أدب، وكلامه عجب، ولا يذكر أحداً بغيبة، ولا يشمت بمصيبة، وقوراً راضياً، شكوراً وصابراً، ثابت الجنان، يحتفل بالضيفان، ويطعم ما عنده كان، لا عجولاً، ولا ملولاً، ولا غفولاً، ولا ذمـاماً، ولا نماماً، ولا عياباً، له قلب حزون، ولسان محزون، وفكراً يجول فيما كان وما يكون).
هدانا الله لهذه الأعمال والأخلاق، وحققنا الله بالانتصاب لعظيم هذا الجناب وسهل لنا الانتساب وأرشدنا إلى سبيل الرشاد ببركة من قال هذه الشروط والآداب سيدنا الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه ، وببركة طريقته وقومه، وجعلنا من المحببين فيهم والمحبوبين لديهم، وأعاننا على ذلك، إنه سميع مجيب.
الطريقة: مصطلح تعارف عليه أهل التصوف المكاشفية: نسبة إلى سيدنا الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه القادرية: نسبة إلى سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي رضي الله عنه

الشيخ المكاشفى

الشيخ المكاشفيهو الشيخ عبد الباقي الحاج عمر أحمد محمد الهارب،مؤسس الطريقة المكاشفية و مرسي قواعدها وواضع أذكارها و مبين آدابها و تعاليمها ، الأستاذ الأعظم، والملاذ الأشهر ، صاحب الولاية الكبرى ، والخلافة العظمى ، والسيادة المطلقة ، عبد الباقي( أسمه) والحاج عمر (والده) وأحمد المكاشفي ( جده الأول) كان من أقطاب الصوفية وله أخبار شهيرة ومناقب كثيرة وقصصه معروفة بين المريدين، و محمد الهارب (جده الثاني) وكان قاضيا جاء من مكة لأسباب سياسية.كني بأسماء كثيرة فهو أبو عمر ، وأبو الجيلي ،وأبو عبد الله ، وأبو الطيب و أبو المهدي ، وأبو موسي ،و أبو محمد ، وأبو الفاتح ، وأبو التقي . ولقب بالنادر ، و بالرشيد ، و بأبي الكل، و بأبي الهمال ، و بمهال ، و بالكشيف ، و بالحفيان ، وبكحل الجلاء وكما أنه معلوم فإن كثرة الأسماء من عظمة المسمى واشتهر الشيخ بالمكاشفي، والمكاشفي من الكشف المعروف عند الصالحين ، ودليله قوة الفراسة وقد لقب به جده الشيخ أحمد وانطبق عليه انطباقا كاملاً و به كانت شهرته وشهرة أبنائه وأتباعه من بعده.وهو حسيني النسب ، مالكي المذهب، أشعري العقيدة ، جيلاني الطريقة، محمدى الأخلاق، حفظ القرآن و تعلم علم الأصول والفروع و درس رسالة العلامة ابن أبي زيد القيرواني و المسالك للعلامة القطب الدرديري ومختصر العلامة الشيخ خليل ابن إسحاق المالكي و مؤطا الإمام مالك رضي الله عنه وفتح الله عليه بغير ذلك من العلوم و المعارف مما يعجز عن وصفه البيان ، لازم الخشوع والخضوع والخوف والتذلل لله تعالى و عرف بالزهد الورع والتواضع والعفة والحياء والمروءة والسماحة والجود والشجاعة وكظم الغيظ ومداراة الخلائق ومكافأة السيئة بالحسنة والعفو عن المسيء وشكر المحسن.وهو شيخ عارف بالله أراد الله به خير العباد ، اهتدى على يديه خلق كثير ، و ظهر بالإرشاد كالشمس في كبد السماء و ترامى عليه الخلائق من سائر الأنحاء و قصده المرضى و أصحاب البلايا إذ أن سائر الأمراض تشفى بدعوته رضي الله عنه. ألف رضي الله عنه في التوحيد والفقه والتصوف نظماً ونثراً و قال مدائح و قصائد اشرحت الصدور واستنارت بها العقول نبعت من قلب صادق بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .و نحن عندما نتحدث عن الشيخ عبد الباقي المكاشفي إنما نشير إليه إشارة ظاهرية إذ أنه سر من أسرار الله تعالى.نسبه رضي الله عنه من جهة أبيههو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن الشيخ الحاج عمر بن الشيخ أحمد المكاشفي ابن السيد محمد الهارب بن الشيخ علي المادح بن زيادة بن حسان الإدريسي التلمساني بن السيد آدم بن السيد أحمد بن السيد علي بن السيد محمد بن أحمد الدسوقي بن السيد موسي الطاهر بن عبد العزيز النادر بن السيد عبد الرازق الخليفة بن السيد عيسي الصوام بن السيد آدم بن عبد الحفيظ الطيار بن هارون الصادق بن سعد الخفي بن عامر الخطاف بن السيد أحمد بن السيد داود بن السيد حسن الدوري بن السيد موسى الطامع بن السيد الحسين بن أكمل بن أحمد بن السيد محمد نور بن السيد عبد الرازق بن الفضل بن السيد عبد القادر بن السيد عبد العزيز بن السيد عطاء الكريم بن السيد محمد الجواد بن السيد علي الرضا بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.(وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي)أما نسبه من جهة أمههو العارف بالله تعالى الشيخ عبد الباقي ابن السيدة فاطمة بنت أحمد أبو القاسم بن الضو بن البكري بن علي بن عبد الرحمن بن السيد طه بن الشيخ علي النيل بن الشيخ الهميم بن الشيخ الصادق بن السيد عبد الرحمن بن حسن معشر بن عبد النبي بن ركاب بن السيد غلام الله بن عائد بن أحمد المقبول بن السيد محمد الزيلعي بن السيد عمر بن السيد محمود بن المختار بن هاشم بن السيد سراج بن محمد بن السيد علي بن أبو القاسم بن السيد موسى بن السيد إسماعيل بن السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي الأصغر زين العابدين بن الإمام الحسينى بن السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم.وهو النسب الموجود بداخل ضريح الشيخ عبد الباقي المكاشقي) مولده ونشأتهولد الأستاذ المرشد الشيخ عبد الباقي المكاشفي رضي الله عنه في السودان بقرية ودشنبلي جوار قرية الشيخ التوم ودبانقا بريفي سنار في اليوم الرابع من شهر رجب سنه 1284 هـ الموافق 1865م فرحب به والده الحاج عمر وفرح به فرحاً كبيراً و أذنّ في أذنيه وسلم عليه مقبلاً يده وروي أنه قال أمام ملأ من الناس " مرحباً بسيد أبيه" ويروى أيضا أن والدته السيدة فاطمة بنت أبي القاسم روت أن زوجها الحاج عمر كان يتواضع لهذا المولود منذ أن حملت به وكان يثني عليه كثيرا و يقول " هنيئا لمن يحضر زمانه" و كان أيضا يدخل تلك الغرفة التي وضع بها أبنه حافياً حاسر الرأس. وروى أيضا أن حبر الأمة الشيخ التوم ود بانقا، كان دائم الإكرام له والإشادة به منذ أن كان صغيرا وقد كان يقول (لا أنا ولا أبوه وهنيئاً لمن يحضر زمانه) وكان قد بشر به قبل ولادته ونذكر في ذلك ما قاله ود الزين في كتابه نوادر النادر( حدثني الشيخ محمد الهارب أن رجلاً قدم نفسه لزواج السيدة فاطمة بنت السيد أحمد ابن أبي القاسم والدة الأستاذ فرده سيدي الشيخ محمد توم ود بانقا عنها قائلاً له بما في معناه أنها ليست زوجتك وأنها سوف تتزوج بالحاج عمر وينجب منها ابناً صالحاً وفعلاً تزوج بها الحاج عمر وأنجب منها هذا الأستاذ رضي الله عنه). وقال: ( حدثني الجزولي تلميذ الشيخ حمدان ود أبو الحسني قال لي كان سيدي الشيخ محمد توم ود بانقا يبشر الناس بأربعة أولاد يأتون من بعده يكون لهم شأن ، منهم من ينجبه أخينا الحاج عمر ومنهم من ينجبه الشيخ طلحه الفلاتي ومنهم من ينجبه الشيخ عبد القادر وبالفعل ظهر هؤلاء الرجال الأربع أما الحاج عمر فقد خرج من نسله هذا الأستاذ رضي الله عنه والشيخ طلحه خرج من نسله الشيخ محمد توم و كان من أكابر الصالحين والشيخ عبد القادر خرج من نسله الشيخ حمدان والرابع المشار إليه الشيخ هجو ابن الماصع فهؤلاء هم الأربعة الذين كان يبشر بهم الشيخ التوم ودبانقا) .وكان ممن بشر به الشيخ الكباشي وذكر ذلك ود الزين في كتابه نوادر النادر حيث قال: (حدثني الشيخ محمد الهارب أن والد الأستاذ الحاج عمر عندما ذهب إلى الحج نزل عند سيدي الشيخ إبراهيم الكباشى بحلة الفرع فبالغ في إكرامه وقال له أنا لم أكرمك لأجل أنك أرفع منى درجه ولا أكبر مني ولاية ولكن إكرامي لك لأجل ابن يخرج منك ويعني الأستاذ رضي الله عنه وهذه من مكاشفات الكباشي وإعلامه للحاج عمر بأن في صلبه هذا الأستاذ العظيم ).أما عن نشأته فقد قام بكفالته ورعايته أخوه الأكبر الشيخ أحمد الحاج عمر بعد وفاة والده ، و نشأ رضي الله عنه ببلدة المكاشفي في بيت علم و صلاح ، يجذبه سر الولاية ، ويؤنسه نور الهداية، ويحفه جيش العناية ، وعليه شيم النجاح وعلامات الخير والصلاح، ويزينه الإشراق، وفيه يرى الرشد والفلاح ، وعليه عبقرية الأذكياء ،ونباهة الأصفياء ، وخصال الأولياء رضي الله عنهم.وأظهر رضي الله عنه ميلاً كبيراً للتعليم و التعلم منذ نعومة أظفاره فحفظ القرآن حفظاً تاماً مع كامل التجويد و درس العلوم الشرعية على يد كثير من العلماء ولازم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلاحت على بصيرته أنوار الفتوحات و أدرك الحقائق و تباعد عن هوى الأنفس و عن المقاصد الدنيوية واكتفى بالعفاف و من العيش بالكفاف وانخرط في سلك الناسكين الزهاد وانتظم في عقد العارفين العباد وسلك مسالك الصوفية أهل الهمم العليا والمقاصد الربانية .تعليمهتعلم رضي الله عنه القرآن الكريم على يد جماعة من الحفظة منهم أخيه الشيخ أحمد بن الحاج عمر بقرية ود شنبلي و الفكي محمد على ود أبو النعمة ، و الفكى يوسف ود عبيد و كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب مع كمال التجويد ، ودرس التوحيد والفقه و الحديث والسيرة على يد جماعة من العلماء منهم الفكى قسم الله، والفكى عمر ، والفكى إبراهيم بقادى والشيخ محمد البدوى شيخ الإسلام بالسودان سابقاً وكان معظم تعليمه على يد هؤلاء الأعلام بأرض الجزيرة ، وكان يحفظ متن الرسالة لسيدي ابن أبي زيد القيروانى عن ظهر قلب، و مختصر سيدي خليل بن إسحاق المالكي، و يحفظ مؤطا سيدي الإمام مالك بن أنس . ثم اجتهد عملا في ما علم ففتح الله عليه في العلوم الوهبية والمعارف اللدنية و الطب و التاريخ والجغرافيا و اللغات وغير ذلك مما يعجز عنه البيان ، وكان يقول عندما يسأل عن هذه العلوم و عن كيف اكتسبها "اتقوا الله ويعلمكم الله "أخذه لطريق القوم كان الشيخ المكاشفي رضي الله عنه متعبداً بتلاوة القرآن العظيم، ملازماً التهليل والصلاة على النبي الأمين صلى الله عليه وسلم , متفكراً في ملكوت الله ، منخرطاً في سلك الناسكين ، ومنتظماً في عقد العارفين ، وقد نشأ ظاهر بالكمال بدليل شهادة العارفين به أمثال الشيخ محمد توم ود بانقا و الشيخ إبراهيم الكباشي رضي الله عنهما. أخذ رضي الله عنه طريق القوم على الشيخ عبد الباقي الأبيض المعروف بابي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل سنة 1311هـ و كان له من العمر آنذاك سبع وعشرون عاما و سلك مسالك الصوفية أهل الأحوال الشريفة والأخلاق اللطيفة , أهل الإخلاص الموصوفين بالإحسان ولم يزل يسلك طريق الرشاد و يتصف بأوصاف التمام ، حتى ثبتت قدمه على طريق العارفين ، ونال أعلى منازل الواصلين فهو رضي الله عنه سيد السالكين ، وإمام الواصلين.أما عن سنده في الطريق فهو عن الشيخ عبد الباقي المعروف بأبي الشول حفيد الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الخدام عن الشيخ عبد الباقي المحب عن الإمام مالك عن الشيخ عبد الباقي النيل عن الشيخ عبد الله ود العجوز عن الشيخ محمد المسلمي عن الشيخ دفع الله المصوبن عن أبي إدريس عن الشيخ عبد الله العركي عن الشيخ حبيب الله العجمي عن الشيخ تاج الدين البهاري عن محمد عن أحمد عن أكمل عن أصغر عن أكبر عن كمال الدين عن علاء الدين عن محمد عن أحمد عن عبد الرازق الخليفة عن الشيخ عبد القادر الجيلاني عن المخزوم عن الهكاري عن يوسف الطرطوس عن أبابكر عن سليمان عن عبد العزيز عن عبد الواحد التميمي عن سيد الطائفة أبي القاسم الجنيد عن السري السقطي عن الشيخ معروف الكرخي عن علي الرضا عن موسى الكاظم عن جعفر الصادق عن محمد الباقر عن زين العابدين عن الحسين عن الإمام علي كرم الله وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين جبريل عليه السلام عن الحق عز وجل.أخلاقهكان الأستاذ رضي الله عنه متخلقاً بالأخلاق المحمدية ، متمسكا بالسنة ، تسرك نظرته ، وتذكرك بالله رؤيته ، ويدلك على الله كلامه ، وترغبك في الآخرة أفعاله ، وتزهدك في الدنيا خصاله ، لا يرى لنفسه فضل على أحد، ولا يمن على من أرشد , لين العريكة ، حسن المجالسة , جميل الملاطفة ، كتاب المكارم المحمودة ، جامع الفضائل المنشودة، إذا حدث صدق ، وإذا عاهد أوفى ، إذا وزنت قوله بفعله وجدت فعله أرجح و إذا وزنت ظاهره بباطنه وجدت باطنه أصلح، وكان رضي عنه لا يقابل أحد بما يكره ، متواضع للناس ولله من قبل يكرم الضعفاء والمساكين واليتامى و يكرم أهل الفضل والأقارب ويصل الجيران وذوي العاهات والبلايا وينفق عليهم بما عنده بالكثير والقليل ، و قد قال الشيخ الجبلي متحدثا عن أبيه الشيخ المكاشفي: (كان والدي متواضعا التواضع كله طاهر السريرة الطهر كله لين العريكة تألفه النافرات تعلمنا منه الصبر على المكاره وحسن المعاملة ،كان يأكل مع المريض ولو كان مجذوما وقد فسر والدي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "فر من المجذوم كما تفر من الأسد " أي فر منه خوفا من الإشراك لأنه سيرى نعمة الله عليك فيحسدك ، وقال كان يجيب دعوة الداعي مهما كان مقامه) وكان رضي الله عنه لا يرد سائلاّ أبدا و إذا لم يجد شيء يعطيه للطالب يكتب له سند بضمان العطاء إلى أجل . ومن أخلاقه تحمله لأهل الحدة والحماقة ونذكر كلام الشيخ أحمد ود الحاج حيث قال مررت بتسعة وتسعين مسجداً لم يتحملني إلا هذا الأستاذ رضي الله عنه وكان ود الحاج يبحث عن الشيخ المرشد الكامل ويختبره في أخلاقه ومعاملاته ويلتمس من ذلك كماله .كان رضي الله عنه زاهداً طول حياته منذ نشأته حتى وفاته لم يمتلك من حطام الدنيا ما تراه العين أو تسمع به الآذان ، ولم يدخر شيئا من المساء إلى الصباح ولم يكن له جيب في جلبابه ، و غالب لباسه جبة واحدة من الدمور و سروال و ملفحة يطرحها على منكبيه، و زهده مشهود ومعلوم لكل من خالطه أو عاشره بل لا يخفى على من جالسه أو تردد عليه في زيارته أو عرفه أو سمع عنه. قال فيه مادح رسول الله أب شريعة :له قدراً على الأقران يسمو منيباً زاهداً في كل فان وقد كان رضي الله عنه إمام زهد حاله الزهد وفعله الزهد و مقاله الزهد و هو القائل:والله والله لا يجتمع حــب الإله وحب الدراهم في قلب ذو اسرار إن الدراهم مكتوب عليهامن أحب الدراهم أبغضه الباريءو لما كان الشيخ رضي اله عنه من أزهد الناس في الدنيا كان من أكرمهم بها فقد كان يكرم البعيد و القريب ، المقيم والمار ، الكبير والصغير ، العام و الخاص، وفي ذلك قال حفيده الشيخ عمر بن الشيخ الجيلي ( كان أبونا لا يفرق في عطاءه و كرمه بين أولاده و عامة الناس و كان دائما ما يقول العبيد عبادك والمراد مرادك " و قد كان رضي الله عنه نادراً فهو بحر من الجود و الكرم يعطى ما في يده، ويرجو ما عند ربه).و قال فيه الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد :
نيطت مكارم أخلاق الكـرام بــه فريد عصر الورى في الدهـر والدولوعن فضائله التي ساق بها الخلق لمعرفة الخالق والتي جعلها الله باقية بعد وفاته حتى اليوم بفضل صدقه مع الله وبفضل أبناءه الأبرار الأتقياء نفعنا الله بهم و بأبنائهم السالكين دربهم نذكر على سبيل المثال تعليم القرآن الكريم و العلوم الشرعية لأبناء المسلمين و إقامة حلقات الذكر وعلاج الناس من الأمراض بالطب النبوي و الإصلاح بين الناس بما أمر الله و الإحسان إليهم وإشعاله نار النفقة لإطعام الطلاب والمريدين و المساكين وعامة الناس وفي ذلك الشيخ يوسف حفيد الشيخ عوض الجيد
حائز الفضائل في خَلق وفي خُلقأنشا المهمين كل النــاس في رجلمؤلفاتهكان الشيخ يمتاز بفصاحة اللسان و بلاغة القول ونصاعة اللفظ و صحة المعاني و قلة التكلف لذلك جاءت مؤلفاته واضحة جلية أنارت القلوب و العقول و بينت سبل الوصال و انتفع بها أناس كثيرون ، منها ما ألفه الشيخ نثرا و نظما في العقيدة والفقه و التصوف و منها ما قاله في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم.في العقيدة و التوحيد ألف الشيخ رضي الله عنه منظومة تعالي الرب التي جاءت ترد على المبتدعة و الضالة ، و أرجوزة التوحيد في معنى عقائد التوحيد وهما خلاصة ما يحتاج إليه الفرد لمعرفة عقيدة التوحيد و قد بين الشيخ فيهما التوحيد الحق الخالص من الشك و الريب و الإعتقاد السليم الذي لا يشوبه الشرك و النقائص الذي يهدي ويقود صاحبه إلى الصراط المستقيم. (المنظومة تم شرحها في كتاب النمارق المصفوفة و الأرجوزة تم شرحها في كتاب التبيين المفيد )ولعلمه رضي الله عنه أن الناطق (بلا اله إلا الله محمد رسول الله) بعد إدراكه معنى عقائد التوحيد يحتاج إلى معرفة ما تصح به عبادته وفق الشريعة و السنة المحمدية ألف الشيخ في الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه منظومة الجنائن المغروسة علي حياض السنة المحروسة والتي تحتوي على خلاصة ما يحتاجه المسلم من معرفة الفرائض العينية التي تمكنه من أداء العبادة على شكلها الصحيح التام وهي بحمد الله وفضله جامعة لأحكام الفرائض العينية.(تم شرح هذه الأرجوزة في كتاب النمارق المصفوفة ) وفي التصوف ألف الشيخ النصائح التسع في السلوك و الإرشاد والتي جاءت تدل على صدق المنهج الصوفي الذي غايته الوصول إلى معرفة الله ، وعين حقيقته إدراك رضاء الله تعالى ، وهي نصائح خرجت من روح طاهرة وقلب صادق خالص لله تعالى تدعو إلى تهذيب السلوك وتزكية النفوس وتدل على سبيل الرشاد وهي بحمد الله كفيلة بان تلحق الآخذ بها إلى ركب السادة الأصفياء الأتقياء الصالحين أهل الذوق الرفيع والمقام العالي والأدب و الخلق التام.وقد جمع الشيخ رضي الله عنه خصائص وخصال الحبيب صلى الله عليه وسلم و قدمها للناس تحت اسم خصائص المصطفي صلى الله عليه و سلم تعريفا للقوم بقدر الحبيب صلى الله عليه وسلم وتنويرا لعقولهم وبصائرهم. ولعلمه رضي الله عنه أن الذكر هو أقصر الطرق الموصلة لنيل رضاء الله و هو نور المسلم وبصيرته وذهاب همه وجلاء غمه وحزنه قدم الشيخ راتب في أذكار القراء ن و السنة وحث على العمل به و بين فضله وقال فيه رضي الله عنه أن من قرأه فكأنما عمل عدد السبعين ثلاث مرات و لم تكتب عليه خطيئة اسبوع وأغناه عن جميع الأوراد. وكذلك قدم الشيخ راتب في التوسلات إلى الله جل وعلا بعظمته و عظمة ملائكته و أنبياءه وأولياءه تعالى و قد جاءت بفضل الله صادقة من خبير عارف بالله وبسبل الوصال.وكما قدم الراتب الكبير في التوسلات الذي جمع فيه عدد كبير من الصالحين عليهم رضوان الله أجمعين وهذا الراتب معروف عند أهل القوم بالسلسلة الذهبية ومطلعها
الله يا الله يا الله يا الله يا نافي للشريك والأشباهومن مؤلفاته رضي الله عنه مدائحه في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم التي جاءت تحكي عظمة الحبيب تلك المدائح التي زرعت حب الرسول صلى الله عليه و سلم في قلوب الناس و سمت بأرواحهم إلى عوالم الأنس ، وقد شمل ديوانه سعادة الدارين في مدح سيد الثقلين بعض منها ومن قصائده في مدح أولياء الله الصالحين مبينة حقهم ونهجهم و طريقهم القويم.ترحاله و استقراره كانت بدايته رضي الله عنه في بلدة المكاشفي بغرب السودان التي تعرف الآن بالمكاشقي القديم حيث لاحت أنواره و ذاع صيته و ظهرت شمس ولايته وفيها حفر البئر والحفير من أجل الماء و أسس المسجد وبنى الخلاوي وأوقد نار القرآن الكريم ونار النفقة وكان هذا هو النهج الذي اتبعه في تنقلاته من المكاشفي إلى ود أبو أمنه و منها إلى البراقنة ثم استقر في بلدة الشكينيبة حيث طاب له المقام وارتاحت نفسه وسكن إليها فحفر البئر وبنى المنازل، وقصده الناس من كل الأماكن فمنهم من سكن واستقر إلى جانبه و منهم من جاء للعلم ومنهم من جاء زائرا ومنهم من جاء ملازما له ، وفي هذه البقعة المباركة بنى مسجده الكبير وبنى حوله الخلاوي و أشعل نار القرآن و أوقد نار النفقة وشيد دور العلم وحفر الحفير وصارت الشكينية مركز القاصدين ومورد الطالبين يجتمع فيها أناس كثيرون من أجناس مختلفة ينهلون من ذلك الفيض المكاشفي وقد أقام الشيخ بهذه الأرض الطيبة إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى.من المعلوم أنه لم يكن كثير السفر و نذكر أنه سافر للخرطوم زمن إقامته ببلدة البراقنه حيث التقى بالحاكم الإنجليزي العام وأقام فترة أربعة أشهر تقريبا وكان أقامته عند بعض الأسر المشهورة بالعلم كآل الشيخ أبو القاسم وآل الشيخ صغيرون وآل الشيخ عتباني و زار خلالها مسيد الشيخ العبيد ود بدر بأم ضوابان و مسيد الشيخ إدريس ود الأرباب بالعيلفون ومسيد الشيخ الكباشي حيث قال قصيدته في الشيخ الكباشي التي مستهلها
حمداً لباري الخلق والنسمائيشكرا له على تواتر الآلاءفصلاة ربي و السلام على الذي أسرى به ليلاً وشاف ذات علاءوعلى صحابته الكرام وآلهو الأولياء السادة العلماءوعلى زعيمهم الكباشي طبيبناذي الحل والعقد مزيل بلائيذو الآية الكبرى والنعمة أنعم به قطبا تولى هدائيإلى آخر الابياتوزار الشيخ أيضا مسيد الشيخ قريب الله ود أبو صالح بام درمان وبعض المساجد و البيوتات الدينية الكبيرة كبيت آل الإمام محمد أحمد المهدي " رضي الله عنه" وإلتقى بالسيد عبد الرحمن المهدي الذي بالغ في إكرامه كما زار أيضا بيت السادة الختمية " رضوان الله عليهم أجمعين " .وقد ظهرت في زيارته كرامات عديدة .ونذكر أنه توجه إلى منطقة غرب النيل الأبيض قاصدا أخيه الشيخ عبد الله أبو شلخ ابن الحاج عمر بمنطقة ( الشقيق ) معزيا له في وفاة والدته وفي تلك الرحلة زار الشيخ عمر محمد الصافي بمنطقة ( الكريدة) ثم زار الشيخ محمد الخنجر وزار الشيخ إسماعيل الفكي عربي ( بالطلحة) .البيت المكاشفيتزوج الشيخ المكاشفي رضي الله عنه من السيدة قند اليمن بنت الشيخ إبراهيم الحافظ الشيخ أحمد المكاشفي وأنجب منها الشيخ عمر والسيدة أمنه " أم النيل" ، وتزوج من السيدة التومة علي العجال و أنجب منها الشيخ عبد الله والسيدة دار السلام والسيدة دار النعيم والسيدة أسماء والسيدة رابعة والسيدة رقية، وتزوج من السيدة المسك أحمد حماد وقد أنجب منها الشيخ الطيب والشيخ محمد والسيدة زينب، وتزوج من السيدة زينب عجب الأهل وهي أخت السيدة المسك من جهة أمها وقد أنجب منها أبنائه الشيخ الجيلي والشيخ موسى ، وتزوج من السيدة نفيسة أحمد الفكي و لم يرزق منها بأبناء ، وتزوج من السيدة دار السلام المقدم محمد احمد وأنجب منها الشيخ المهدي والشيخ الفاتح والشيخ التقي الأكبر والشيخ التقي الأصغر ( بحر أبيض) والسيدة عائشة والسيدة آمنه الثانية "رضي الله عنهم أجمعين" .إنتقاله إلى الرفيق الأعلى بعد عمر طويل قضاه الشيخ خادما لله ورسوله صلى الله عليه و سلم بدأ الشيخ الجليل يعاني من الآم الحمى و مرض الأسنان "الدبس " فعزم الناس أن يذهبوا به إلى الطيب فرفض ذلك بشدة، فقالوا " إذن نأتي أليك به، فقال " وماذا أقول له" قالوا " تشكي إليه ألآمك" فرد عليهم الشيخ الجليل بإيمان و يقين تام و رضاً بقضاء الله قائلا " كيف بالله أشكو الخالق للمخلوق ". و حضر الطبيب وكان اسمه مستر بولسن من مدينة مدني وعاين الشيخ قبل انتقاله بقليل، وكانت مدة مرض الشيخ أربعين يوما وربطناها بما هو أدناه و الله ورسوله أعلم:فقد شطر الشيخ للزمخشري هذا الدعاء يا عالم الأرواح من أشباحها حركاتها سكناتها بغدوها و مقيلها ورواحها يا من يرى مد البعوضة جناحها في ظلمة الليل البهيم الاليل يا رازق الحيتان لج بحرها و الطير و الوحش مهامة صحرها والنملة السوداء حندس جحرها ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ من تلك العظام النحل هل نفحة سحرية نحظى بها تمحو ران القلب جمع عيوبها امنن على الهي بتوبة تمحو لنا بها ما كان في الزمان الأول .انتقل الشيخ رضي الله عنه إلى جوار ربه في يوم السبت بعدصلاة العشاء ليلة العاشر من ذي الحجه في سنة 1379هـ الموافق اليوم الثالث من شهر يونيو سنة ألف وتسعمائة وستون 3/6/1960م ببلدة الشكينيبة و له من العمر ما يقارب ستة وتسعون عاما قضاها في طاعة الله ورسوله.قبر رضي الله عنه في ذات الليلة بجوار الجامع في الموضع الذي كان كثيراً من الفقراء إلى الله (المريدين) يرون عليه بريق الأنوار، ويتحدثون عنه بغرائب الأسرار و في هذا الموضع الشريف الذي حوى جسده الطاهر بنيت قبة شامخة ، جزاه الله عنا خير الجزاء و نفعنا بجاهه العظيم. وقد كان رحيله مصاب جلل فقد كان سنا الإسلام و الأيمان ، الرجل الأمة ، الأب المرشد ، والمربي الحنون، صاحب الفضائل السمحة ، والخصال الحميدة ، كان مستجاب الدعاء مقبول عند الله ، إذا قصدته مكروب نفس الله عنك كربتك، وإذا قصدته مظلوم نصرك الله، وإذا قصدته سقيم شفاك الله، وإذا قصدته في حاجة قضاها الله.